تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
تاريخ التأمين
تاريخ التأمين

إضاءات على التأمين
يتهدد الإنسان بأخطار عديدة تصيبهإذا ما تحققت بخسائر في دخله وفى ممتلكاته. وتظل الأسرة تعانى القلق و الخوف من إمكانية تحقق الأخطار التى تصيب عائلها مثل أخطار الوفاة والحياة والعجز والشيخوخة والمرض والبطالة. كما يعانى الإنسان الذى لديه ممتلكات معرضة للخطر من الأخطار التى تهدد ممتلكاته تنخفض قيمتها كلية أو جزئياً مثل أخطار الزلازل والبراكين والفيضانات و الشغب و الثورات و الحريق والسرقة والسطو .... إلخ .
وهناك نوع ثالث من الأخطار تهدد الإنسان وهى أخطار المسؤولية المدنية تجاه الغير فى حياتهم وممتلكاتهم .
ويعتبر البحث عن المعرفة  مصدراً للأمان فى حياة الإنسان وممتلكاته جزءاً هاماً من مهمته فى الحياة فلم يدخر الإنسان جهداً فى التوصل إلى الوسائل المناسبة لمجابهة هذه الأخطار مما أفاد الباحثين في دراسة وتطوير نظرية التأمين تطبيقاتها .
وفكرة التأمين وتطبيقاتها قديمة قدم التاريخ نفسه فالمصريون القدماء كانوا يطبقون فكرة التأمين فى جمعيات دفن الموتى طبقاً لما تم اكتشافه من سطور التاريخ على جدران معبد الأقصر . ويعتبر التأمين البحرى أقدم أنواع التأمين على الإطلاق حيث ظهر فى لمبارديا سنة 1182 م حيث بدأ التأمين البحرى أقدم أنواع التأمين على المنقولات بالسفن بقصد تعويض الخسارة التى تنتج عن غرق السفينة أو ضياعها . وظهرت أهمية تأمين الحرائق بعد حريق لندن سنة 1666 م والذى أتى على معظم مبانيها وأصولها حيث بلغت الخسائر آنذاك عشرة ملايين جنيهاً استرليناً .

ويعتبر التأمين على الحياة من أقـدم أنواع التأمين كالتأمين البحرى إذ أنه كان يؤمن على حياة قبطـان السفينة فى نفس وثيقـة التأمين على السفينة .
وكان معروفاً منذ مئـات السنين فى بعض بلاد الحضـارة القديمة كمصر والصين والهند أن بعض الجماعات تتعاون فيما بينها على تخفيف ما تتعرض له الأسرة من حاجة وحرمان عند وفاة عائلها وذلك عن طريق تقديم الإعانات والمساعدات المالية لأفراد الأسرة المنكوبة، ولكن هذه المساعدات كانت فى الغالب لا تكفي لتعويض الأسرة مادياً عن فقد عائلها فضلاً عما فيها من مساس بالكرامة الإنسانية، ولذلك إتجه التفكير بعد ذلك إلى البحث عن وسيلة أفضل لتعويض الأسرة عن فقد عائلها، وهنا نشأت فكرة التأمين على رب الأسرة عند الوفاة. وشهد عام 1583 م أول عقد تأمين مسجل على شخص يدعى وليم جيوبتر حيث قام ستة عشر تاجراً بالتأمين على حياة هذا الشخص لصالح ريتشارد مارتن المحامى بمبلغ 383 جنيهاً استرليناً.
وفى سنة 1693 وضع أحد علماء الرياضة جدولاً للحياة Mortality Table وقد استخدم هذا الجدول فى سنة 1755 فى احتساب أقساط تأمين ثابتة للتأمين مدى الحياة على أساس سن المؤمن عليه عند بدء التأمين ، وقد أحدث ذلك تطوراً كبيراً فى صناعة التأمين على الحياة . 
ولم يعرف التأمين فى الدول العربية إلا فى آواخـر القرن الماضي وأوائـل القرن الحالي .
وبعد ظهور مخترعات الثورة الصناعية من سيارات وقطارات طائرات ومعدات تأكدت أهمية تأمين الحوادث الشخصية ويعتبر نهاية النصف الأول للقرن 18 بداية الاهتمام بهذا النوع من التأمين .