إعادة التأمين تجاوز أو زيادة الخسارة

بخلاف الأنواع الأخرى من عقود أو اتفاقيات إعادة التأمين فإن موضوع اتفاقيات تجاوز الخسارة هو التعويضات وليس الأقساط. فقد يقرر المؤمِّن الاحتفاظ بجميع مبالغ التأمين والأقساط ولكنه قد يلجأ إلى تغطية نفسه إذا تجاوزت الخسارة حداً معيناً، فيرتب اتفاقية تجاوز خسارة تدفع الخسائر التي تتجاوز مثلاً 60 ألف دولار وبحدود 350 ألف دولار. فإذا كانت الخسارة بمبلغ 300 ألف فإن المؤمِّن يتحمل أول 50 ألفاً بينما يدفع المعيد 250 ألف دولار.

ويلجأ المؤمِّن إلى هذا الأسلوب إذا كان مركزه المالي ممتازاً ولا يتأثر إلا بالخسائر الجسيمة، فيرتب غطاء لامتصاص أثر مثل هذه الخسائر، متلافياً اتفاقيات التأمين النسبية التي يشارك المعيد بمقتضاها في جميع أو معظم الأخطار ويشارك أيضاً بنسبة مماثلة في الأقساط.

ويتقاضى معيد التأمين مقابل الحماية التي يوفرها للمؤمِّن بموجب هذا النوع من الاتفاقيات قسطاً يُحدد غالباً بنسبة مئوية من أقساط المؤمن المباشر في فرع التأمين موضوع الغطاء. ولا تحدد هذه النسبة بصورة جزافية بل اعتماداً على خبرة الفرع موضوع الاتفاقية حيث يستطيع معيد التأمين أن يقدر تكلفة الغطاء باطلاعه على إحصائيات الخسائر لعدة سنوات سابقة.

ومن الضروري أن يكون غطاء تجاوز الخسارة كافياً، وهي مسألة قد تبدو سهلة إذا حصرنا التفكير في الأخطاء المنفصلة حيث يعرف المؤمِّن حدود وثائقه، غير أن المسألة تصبح أكثر تعقيداً إذا أخذنا التراكم بالحسبان حيث قد يتعرض أكثر من خطر للخسارة في حادث واحد.

وقد تكون اتفاقيات تجاوز الخسارة الأسلوب الذي يحمي المؤمِّن مجمل نشاطه بواسطته إلا أن المؤمنين يلجؤون أحياناً لترتيب اتفاقيات تجاوز خسارة لحماية احتفاظاتهم في الاتفاقيات النسبية. وتتخذ اتفاقيات تجاوز الخسارة الخاصة بحماية احتفاظ المؤمِّن إحدى صورتين: فإما أن تكون أغطية عاملة لحماية الاحتفاظ من كل خطر وإما أغطية كوارث لحماية مجمل احتفاظات المؤمِّن من الفرع موضوع الاتفاقية.