الحوار الصحفي مع
الأستاذ أحمد يوسف اللحام المحترم
الرئيس التنفيذي لبنك الشام
لصالح مجلة التأمين والمعرفة
”الاتحاد السوري لشركات التأمين“
- سبع سنوات مرت على بداية الأزمة السورية، كيف تقيم النتائج المالية حتى الآن؟
في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تحديات سياسية واقتصادية كبيرة فإن بنك الشام قد حقق نتائج مالية متميزة على مدار سنوات الأزمة، وكذلك تحسن في مؤشرات مالية متعددة أهمها ارتفاع معدلات النمو في الموجودات والودائع والأرباح وحقوق المساهمين، وانعكس هذا الأثر واضحاً على سعر سهم بنك الشام من خلال تداولاته في سوق الأوراق المالية السورية ووصوله إلى مستويات عالية ومنافِسة مقارنة مع البنوك الأخرى. وإننا على ثقة تامة بأن استراتيجية البنك القائمة على أسس متينة وواضحة، والتزامه الدائم بتقديم خدمات مصرفية مبتكرة، فضلاً عن تطبيق أعلى معايير الحوكمة، وتوجيهات مصرف سورية المركزي، كل ذلك يمهّد الطريق نحو التقدم والتطور الدائم وتحقيق أفضل النتائج على صعيد القطاع المصرفي في سورية.
- هل السيولة في بنك الشام مطمئنة لمواجهة أي ظروف مستقبلية؟
نعم بالتأكيد إن السيولة المصرفية لدى بنك الشام جيدة جداً وأعلى من النسب الاحترازية المحددة من قبل مصرف سورية المركزي، وتتم دائماً الموازنة بين السيولة والربحية بما يحقق أهداف البنك، بالإضافة إلى مراقبة نتائج مؤشرات الإنذار المبكرة مع إجراء اختبارات جهد دورية وفق سيناريوهات مدروسة، بالإضافة إلى المراجعة المستمرة لخطط طوارئ السيولة لمواجهة أي مخاطر محتملة.
- كيف عززتم قدرتكم المصرفية على تفادي المتغيرات المالية التي تشهدها السوق السورية؟
لقد كان للمتغيرات المالية والمصرفية نتائج وانعكاسات واضحة على البنوك، وبهدف البقاء والاستمرار فقد انتهج بنك الشام مجموعة استراتيجيات مكنته من مواجهة التحديات وخففت من تأثره بهذه المتغيرات، وذلك من خلال:
- التوسع والتنوع في الأنشطة الاستثمارية المصرفية.
- تقديم أنشطة تمويلية مبتكرة من خلال تطوير الخدمات التمويلية.
- مواكبة المعايير الدولية من خلال تدعيم الملاءة المالية للبنك، ضمن توجيهات بنك سورية المركزي بما تتطلبه المرحلة الحالية، والعمل على تطوير السياسات الإئتمانية إضافة إلى الإهتمام بإدارة المخاطر ودعم الرقابة الداخلية.
- تبني المفهوم الحديث للتسويق المصرفي، من خلال اتباع استراتيجيات لجذب الودائع، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة.
- كيف حافظتم على ثقة العملاء والمستثمرين؟ وما خططكم لتعظيم الحصة السوقية؟
يزداد يوماً بعد يوم وضوح دور المصارف الإسلامية في دعم وتمويل مختلف المشاريع الاقتصادية خصوصاً في ظل زيادة حدة تنافسية الصيرفة الإسلامية مع نظرائها التقليديين وما توفره من بدائل منخفضة المخاطر، ونحن في بنك الشام نتبنى السياسات والأساليب التي ترتكز بشكل رئيسي على العميل وكسب رضاه، والتنبؤ مسبقاً باحتياجات العملاء ومتطلباتهم، والتعامل معهم بشفافية وصدق، والاستماع إلى ملاحظاتهم عن طريق صندوق الشكاوى والمقترحات المتواجد في كافة فروع بنك الشام أو عبر مركز الاتصال أو البريد الإلكتروني المخصص لذلك، وكذلك متابعة استبيان رضا المتعاملين، ومؤشر رضا المتعاملين وقياسه سنوياً من خلال عدة وسائل، ووضع هدف سنوي للإدارات لتحسين مؤشر الأداء، ومع متابعة كل المستجدات على صعيد شكاوى العملاء، كما نحرص في بنك الشام على التواصل الدائم مع الزبون، وبناء علاقات وطيدة.
أما استراتيجيات تعظيم الحصة السوقية فترتكز بشكلٍ أساسي على التوسع والتفرّع والانتشار الجغرافي، وابتكار المنتجات وتقديم أفضل الخدمات مع تطوير القائم منها، واستمرار الحملات الإعلامية والإعلانية.
- على الرَغم من المخاطر التي تفرزها الحرب على الاقتصاد السوري فإن القطاع المصرفي بصورة عامة في وضع جيّد، كيف تماشيتم مع هذه الظروف وامتلكتم القدرة على استيعاب كل هذه المخاطر؟
يكمن مفتاح التحدي الذي تم تبنيه لحماية البنك وتأمين سير عمله في القدرة على التعامل مع الضغوطات التي أفرزتها الأزمة على القطاع الاقتصادي عامة والمصرفي خاصة مع الحفاظ على تقديم الخدمات المصرفية الأساسية للعملاء، إذ تم تشكيل فريق لإدارة الأزمة من ذوي الخبرات المصرفية محدد له الدور والصلاحيات؛ أخذ على عاتقه القيام بشكل مستمر برصد أحداث الأزمة وتحليلها ثم دراسة آثارها على كافة نواحي البنك وفق سيناريوهات تحمل في طياتها مستويات مخاطرة تحاكي نتائج الأحداث التي تم تحليلها وتحاكي الأزمة بهدف رفع درجة الاستعداد لمواجهة النتائج السلبية غير المرغوب بها.
وقام البنك بإرساء مبادئ الحوكمة التي عززت قدرته في مواجهة الأزمة بأقل الخسائر الممكنة لتتخذ القرارات التي تصب بدورها في مصلحة البنك بشكل يتناغم مع طبيعة المستجدات ودرجة خطورتها، كما تم وضع خطط الطوارئ واستمرارية العمل في الظروف غير الاعتيادية وتم تبني مجموعة من مؤشرات الإنذار المبكر التي يتم فحصها ومراقبتها بوتيرة عالية بهدف الاستعداد لما يمكن أن تؤول إليه نتائج الأعمال التي تتأثر بمستجدات الأزمة ليتم عندها اتخاذ القرار المناسب.
ومما لا شك فيه أن التعلم المستمر من الأزمة والاستفادة من الدروس الخاصة بها بعد عمليات إعادة تقييم النتائج وفقاً لما تم التخطيط له كان عاملاً مهماً لإنقاذ البنك وساهم في تشكيل أنماط سلوكية فعالة في التعامل مع المستجدات، كما أود أن أشيد بالدعم المستمر من قبل مصرف سورية المركزي وسياساته وتوجيهاته الحكيمة التي ساهمت بالحفاظ على القوة المالية للقطاع المصرفي وتحقيق الإستقرار النقدي.
- هل سنشهد دوراً للقطاع المصرفي في نهضة سورية في المستقبل القريب، وماذا عن مصرفكم في هذا الإطار؟
نؤمن في بنك الشام أن إنجاز عملية إعادة الإعمار تتطلب حتماً وضع خطة وطنية عُليا يكون للتمويل دور مهم، ويجب أن تكون خطة نوعية قطاعية لها مخطط زمني واضح، يتم وضعها من قبل الجهات الرسمية والدولة وبالتنسيق مع مصرف سورية المركزي للاستعانة بالمصادر المالية والمصارف السورية العاملة العامة والخاصة، ويتم في هذه الخطة تحديد القطاعات ذات الأولوية بالتمويل، وحصة كل قطاع من إجمالي التمويلات، وبالتالي فإننا نؤمن أن عملية إعادة الإعمار لا بد أن تعتمد بالدرجة الأولى على الموارد والطاقات المادية والبشرية المحلية، مما يتطلب استنهاض وزج جميع الطاقات ورصد جميع الإمكانيات المتاحة خدمةً للاقتصاد والمجتمع السوري وتوظيفها بشكلٍ مُجدٍ وفعال، كما أننا مستعدون في بنك الشام لتأدية دورنا على النحو المطلوب وفقاُ لتعليمات وتوجيهات الجهات المعنية.
- ما هي الخدمات والمنتجات التي تقدمونها وما الشريحة المستهدفة؟
يقدم بنك الشام مجموعة متكاملة من المنتجات والخدمات المصرفية الإسلامية، مثل خدمات الأفراد سواءً عبر التمويل الشخصي أو عبر الحساباتٍ المصرفية كالحسابات الجارية أو الحسابات الاستثمارية التي تشمل الودائع الخاصة والادخار الاستثماري والودائع الإسثمارية، كما يقدم بنك الشام خدمات للشركات كالخدمات التجارية وتمويل الفعاليات الإنتاجية لاسيما الشركات والمشاريع المتوسطة والصغيرة، فضلاً عن مجموعة من الخدمات الإلكترونية سواءً عبر الإنترنت أو الرسائل القصيرة أو مركز الاتصال، ونحن الآن بصدد التحضير لمجموعة من المنتجات المتعلقة بالدفع الإلكتروني.
- ماذا عن توزعكم الجغرافي الحاليّ وهل من خطط لافتتاح فروع جديدة خلال الفترة القادمة؟
عمل بنك الشام منذ تأسيسه على تعزيز تواجده في مختلف المحافظات السورية، فبدأنا العمل بثلاثة فروع عام 2008 وصولاً إلى /11/ فرع، ويعتبر الانتشار من أهم محاور توجهاتنا الاستراتيجية لزيادة الحصة السوقية وتوسيع قاعدة عملائنا، كما أننا نعمل دوماً على دراسة الفرص المتاحة والاحتياجات بشكلٍ دائم لاتخاذ القرارات المناسبة بهذا الشأن، بهدف ترسيخ حضورنا المتقدّم ضمن قائمة المصارف في سورية، وبالتوازي مع ذلك فإننا حريصون على تطوير الفروع القائمة بالإضافة إلى توسيع المكاتب الإدارية لبنك الشام وفق الاحتياجات ومتطلبات العمل، حيث تم في عام 2017 انتقال فرعنا في مدينة حماه إلى عقار جديد يتسم بالمساحة الواسعة والتجيهزات الحديثة، كما تمت إعادة افتتاح فرعنا في صحنايا بريف دمشق، ويسعى بنك الشام خلال 2018 إلى افتتاح المزيد من الفروع ولا سيما في المناطق الحيوية.
- ماذا عن أداء سهم بنك الشام في سوق دمشق للأوراق المالية وكيف تقيمون أداءكم في سوق الأوراق المالية؟
أداء سهم بنك الشام في سوق دمشق للأوراق المالية كان جيداً للغاية خلال عام 2017 ويمكن اعتباره من أفضل الأعوام من ناحية القيمة السوقية للسهم منذ إدراج أسهم البنك في سوق دمشق للأوراق المالية في عام 2014، حيث حقق المؤشر ارتفاعات ملحوظة فوصل سعر سهم بنك الشام مع نهاية عام 2017 إلى /809,38/ ليرة سورية بنسبة نمو مقدارها (328%) عن ما كان سعر السهم عليه في نفس الفترة من عام 2016، محققاً بذلك المرتبة الثالثة بين البنوك السورية من حيث سعر السهم وفقاً لتقارير التداول الصادرة عن سوق دمشق للأوراق المالية السورية.
- الموارد البشرية تشكل دائماً عصب العمل في أي شركة ترغب بالتطور وتحقيق استراتيجيتها وأهدافها على المستويين القريب والبعيد، كيف تتعاملون مع هذا الأمر وما هي استراتيجيتكم لتطوير كوادر الموارد البشرية؟
يعمل بنك الشام على وضع استراتيجية مستقبلية للموارد البشرية تقوم على دراسة حجم العمل المحدد في استراتيجية البنك ككل ومقارنتها مع الإمكانيات المتوافرة لديه، حيث يتم من خلال التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية معرفة وتقدير إمكانية احتياجات الموارد البشرية وفق المتغيرات والظروف الداخلية والخارجية، ومن خلال ذلك تقوم إدارة الموارد البشرية في بنك الشام بوضع استراتيجية لتطوير الكوادر البشرية تتضمن دراسة المهارات والإمكانيات المتواجدة لدى البنك ووضع خطة تطويرية وتدريبية سنوية للكوادر وفق الاحتياجات المستقبلية المحددة في الخطة الاستراتيجية بشكل يخدم متطلبات تحقيق أهداف البنك.
- من موقعك كرئيس تنفيذي لبنك الشام هل تعتقد أن المواد الأكاديمية المعتمدة في قطاع التعليم تتناسب مع تطور أعمال المصارف الإسلامية في سورية؟
لوحظ مؤخراً توجه معظم الجامعات وخاصة الجامعات الخاصة منها العمل على إدراج مفاهيم الصيرفة الإسلامية ضمن المناهج المعطاة لطلاب قسم المصارف، بالإضافة إلى استحداث بعض الجامعات أو المعاهد المتخصصة في تدريس مواد الصيرفة الإسلامية، وانطلاقاً من مسؤولية بنك الشام الاجتماعية عمل على المشاركة في تدريب العديد من طلاب الجامعات العامة والخاصة خلال الأعوام المنصرمة بهدف نشر الوعي بمبادئ ومفاهيم الصيرفة الإسلامية. وسيكون من الجيد أيضاً إيجاد حوار مفتوح بين البنوك الإسلامية والطلاب والهيئة التدريسية في الجامعات ومناقشة محتوى المقررات والمناهج العلمية والخطة التدريبية ومتطلبات سوق العمل، مما يساهم في رفد الوطن بخبرات تغطي الحاجة المتزايدة لهذا النوع من المصارف بعد نجاح تجربتها في سورية.
- هل يعاني قطاع الصيرفة الإسلامية من نقص الخبرات؟ كيف يمكن التغلب على هذا التحدي؟
رغم النقص الذي يعاني منه قطاع الصيرفة بشكل عام والإسلامية بشكلٍ خاص، يقوم بنك الشام بالعمل على التغلب على هذا التحدي عبر استقطاب كوادر تتوفر لديها المهارات والقدرات الأساسية المطلوبة، والعمل على تهيئتها وتدريبها بشكل مكثف على النشاط المصرفي الإسلامي وعملياته لتصبح قادرة على إدارة النشاط المصرفي الإسلامي بشكل فعال. كما أن القطاع المصرفي عموماً والإسلامي خصوصاً يشهد الكثير من المنافسة في مجال استقطاب الكوادر المصرفية وبشكل خاص تلك التي تمتلك الخبرة، ومن هنا فإن بنك الشام يقوم بتقديم الكثير من المزايا الوظيفية لتشجيع الموظفين على البقاء في وظائفهم وانضمام الآخرين إلى البنك، بالإضافة إلى امتلاكه لهياكل تنظيمية واضحة أدت إلى وضع سياسات للتطوير الوظيفي وامتلاك برامج تدريبية متقدمة تشارك فيها مؤسسات محلية مرموقة، كما يشارك البنك سنوياً في العديد من معارض وفعاليات التوظيف.
- ماذا عن برامجكم فيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية تجاه أبناء المجتمع؟
تعتبر المسؤولية الاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من الهوية المؤسسية لبنك الشام، كما أننا نحرص على مدى سنوات طويلة تبني السياسات والخطط الناجعة التي تلبي احتياجات المجتمع بمختلف القطاعات، فنحن ملتزمون دوماً بمشاركة المجتمع عبر استراتيجية منظمة وشاملة وخطط وبرامج مدروسة ترسخ وتعمّق ثقافة المسؤولية الاجتماعية بما يتواءم مع تطلعات المجتمع واحتياجاته، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة المصرفية لدى أفراد المجتمع، كما يسعى بنك الشام باستمرار إلى تعزيز دوره الاجتماعي وتطوير ما يقدمه من إسهامات مجتمعية، عبر إقامة شراكاتٍ فعالة مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ومؤسسات العمل الأهلي والمجتمعي، وذلك إيماناً بأهمية تضافر كافة الجهود لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع، حيث شهد عام 2017 في تاريخ بنك الشام إطلاق العديد من النشاطات والمبادرات المجتمعية بمختلف القطاعات شملت القطاع التعليمي والشبابي والصحي والإغاثي وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بموجب /3/ نشاطات في كل شهر.
- ختاماً؛ نبارك لكم حصولكم على جائزة "أفضل بنك إسلامي في سورية"، هل تطلعونا أكثر حول هذا الإنجاز؟
لقد حاز بنك الشام مؤخراً على جائزة أفضل بنك إسلامي في سورية عن تطوّر ونموّ الأعمال والإلتزام بالمبادئ الشرعية، وقد صدرت هذه الجائزة عن مؤسسة "International Finance Magazine" المتخصصة بعالم المال والأعمال، بعد أن حصل البنك أيضاً على جائزة أفضل بنك في سورية من قبل مؤسسة "CPI - Financial" العالمية، عن أكثر البنوك نمواً والأداء المتميز وتطور خدماتنا للمتعاملين لا سيما في القطاع التجاري.
وإننا نعتبر هذه الجائزة بمثابة تأكيد على دور بنك الشام ومكانته المتميزة، وتعزيزاً للسمعة الإيجابية التي يحظى بها بين عملائه ومساهميه، وذلك بفضل تعليمات مصرف سورية المركزي وعملاً بتوجيهات مجلس إدارة بنك الشام وجهود فريق عمله، لتأتي جائزة "أفضل بنك إسلامي في سورية 2017" بمثابة شهادة تميز لكافة فريق العمل على جهودهم المبذولة سعياً لتحقيق التميز والنجاح، وتؤكد أيضاً جهود ودور البنك بطرح منتجات وخدمات منافسة التي تلائم احتياجات العملاء وتحظى بثقتهم، وأؤكد لكم عبر مجلة "التأمين والمعرفة" أن هذه الجائزة تعطينا مسؤولية ودفعة كبيرة لمواصلة النجاح والسعي دوماً نحو الأفضل.