تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
حوار العدد
حوار العدد 8

شركة التأمين العربية – سورية 
رئيس مجلس الإدارة 
الأستاذ فاروق جود المحترم
مستنداً إلى عشرات السنوات من العمل في الصناعة ... اختار فاروق جود دخول عالم التأمين عبر واحدة من أعرق شركات التأمين في المنطقة.. ورغم كثرة المشاغل .. ترأس جود مجلس إدارة شركة التأمين العربية – سورية ومنذ اليوم الأول للمهمة وهو يناضل من أجل مصلحة الشركة من جهة وقضايا القطاع من جهة أخرى..
 التأمين والمعرفة التقت السيد فاروق جود خلال الحوار التالي:
-    أتيت من عالم الصناعة إلى عالم التأمين ليس كمستثمر فقط وإنما رئيساً لمجلس الإدارة في شركة العربية – سورية وعضواً في مجلس إدارة الاتحاد السوري لشركات التأمين.
    مالذي أغراك في هذه التجربة؟
في الواقع أتيت من عالم الأعمال وفيه صناعة وتجارة ونقل حيث يشكل التأمين أساساً وركناً رئيسياً في جميع هذه الفعاليات، فالتأمين يعتبر ركناً أساسياً من أركان نجاح جميع هذه الأعمال التي أعمل بها ويشكل نهاية مطمئنة لسير الأعمال دون قلق أو هاجس.
أما موضوع دخولنا شركاء في شركة التأمين العربية فلم يكن بقصد الاستثمار فقط وإنما بسبب الحاجة أيضاً للتأمين في أعمالنا والركون إلى شركة ذات خبرة في عالم التأمين وحماية لمصالحنا الأساسية. وقد أتت تسميتي رئيساً لمجلس الإدارة لشركة التأمين العربية – سورية رغبةً من السادة المساهمين في سورية وأيضاً رغبةً وقراراً من شركة التأمين العربية الأم المساهم الأكبر من لبنان وقد اعتبرت ذلك بمثابة ثقة أعتز بها وبنفس الوقت مهمة لم أكن يوماً أسعى إليها ووجدت نفسي بين المسؤولية والرغبة والتحدي.
وبالنسبة لعضويتي في مجلس إدارة الاتحاد السوري لشركات التأمين فالأمر يختلف فقد أدركت بأن للاتحاد السوري لشركات التأمين دوراً هام جداً في هذه المرحلة التأسيسية له ولشركات التأمين في سورية وأن وجودي في مجلس الإدارة مهم على الأقل بالنسبة للشركة التي أترأس مجلس إداراتها ليكون رأينا حاضراً في مجلس إدارة الاتحاد ونؤسس مع الزملاء الباقين اتحاداً مرموقاً و نضيف من خبرتنا الاقتصادية ما قد يؤمن سعة الإدارة وسلامة فعالية التأمين في سورية مشاركاً بذلك في الحوار مع الزملاء الآخرين الموجودين في هذا الاتحاد لنتكامل وفي الواقع بالنسبة لي تشكل هذه المشاركة تحمّل لمسؤولية مااقتنعت به وبالتالي أعطي هذا الأمر الجدية والمتابعة المطلوبة وبالنسبة لي لم يكن هناك ما يغري للوصول إليه لضيق الوقت إنما استكمالاً للأداء بكل مسؤولية وجدية.
-    هل شعرت أنك أضفت عبئاً على نفسك أم أن التحدي كان سيد الموقف؟
بالتأكيد هناك عبئ إضافي زاد على نفسي ويجب علي أن أتقبله واتحمله طالما رضيت بما تحملته من مسؤولية ومن خلال ذلك يبرز أيضاً موضوع التحدي. نعم هناك تحدي في الموضوع وأجد نفسي قادراً عليه.
-    من هنا: كيف ترى سير العمل في العربية وهل أنت راضٍ عنه؟
لا أخفيك في بداية الأمر لم أكن راضٍ على سير العمل في شركتنا "شركة التأمين العربية" فقد كنت معتقداً بأننا لا نجاري بقية الشركات في "الهجوم" على الأسواق والدخول في المنافسة لإثبات الذات والاسم ولا سيما بأننا نمتلك أسباب التفوق. إلاّ أنني وجدت فيما بعد ومن خلال التاريخ العريق الذي تتمتع به شركة التأمين العربية بأن المنافسة غير المدروسة وتحطيم الأسعار ودفع العمولات العالية والحصول على الحجم الأكبر من سوق التأمين إنما هو خطأ جسيم قد يؤدي بمالية وسمعة الشركة إلى الحضيض وقد وجدنا الإرباكات والمخالفات الجسيمة التي حصلت في بداية عمل بعض شركات التأمين الخاصة إلاّ أنه تبين مع الأيام صوابية العراقة التأمينية في ممارسة العمل فأصبحت من هذه المدرسة ولم أعد أبالي بهذا التنافس والتنافر غير الطبيعي الذي ألزم بعض الشركات على دفع ثمن باهظ لما ارتكبه بعض المدراء فيها للأسف وأوصلوا شركاتهم إلى مواطن الخطر والذين أبعدوا عن الإدارة فيما بعد. أما في الواقع فإنني كنت أرغب ولا أزال في نقل شركة التأمين العربية إلى حضور  وتواصل أشمل في سوق التأمين النظامية علماً بأن لدينا في شركة التأمين العربية موروثاً تاريخياً كبيراً وخبرة نعتز بها وثقة تمتد لعقود طويلة وكانت أصلاً موجودة في سورية منذ أكثر من 40 عاماً. ويمكن اعتبار شركتنا من الشركات المحافظة على العراقة في أصول التأمين وعلى الاحترام للمواثيق والاتفاقيات ويؤسفني أن أقول بأنه اضطررنا نتيجة المنافسة الهائلة في سورية، وليست كلها منافسة طبيعية إلى أن نبلغ مندوبينا وموظفينا بأن يشرحوا التغطيات التأمينية التي توفرها شركتنا واضطررنا في بعض الأحيان أن نقول لموظفينا (فصّلوا) بوليصة التأمين بناء على رغبة الزبون. إلاّ أن المنافسة المسعرة تستوجب مزيداً من الشرح والمصارحة والايضاح.
-     بالتالي ماهي التحديات والمشكلات التي تواجه الشركة بالاستناد إلى مشاكل السوق ككل؟
إن التحديات والمشكلات التي تواجه شركة التأمين العربية في أغلب الأحيان مشاكل تسويقية وقد تكون بقية المشاكل محلولة نظراً لأننا جزء من شركة قديمة وعريقة وذات سمعة طيبة وبالتالي نقوم بتدريب جميع موظفينا لدى هذه الشركة ومع الأيام ستتمكن شركتنا من الاعتماد على الكوادر التي دربتها بشكل متكامل أما مشاكل السوق فيجب أن لا ندير ظهرنا إليها بل يجب أن نواجهها وعلى الأخص من خلال الاتحاد وهيئة الإشراف ولا سيما بأن السيد وزير المالية الدكتور محمد الحسين رئيس الهيئة منفتح جداً ولا يرضى بالأداء الذي وصلت إليه بعض شركات التأمين تسويقياً في السوق السورية.
-    هل أنت راضٍ عن نتائج العربية- سورية  وهل تشعر أن ثمة شيء مختلف يجب أن يحصل في نتائجها؟
بالنسبة لنتائج شركة التأمين العربية نحن نبني شركة وفق أسس متينة حسب شعار شركة التأمين العربية وطالما أننا نقوم بتحقيق أرباح سنوية مضطردة فهذا يعني بأننا ننمو وفي الاتجاه السليم وطبعاً نعمل لأن تكون أرباحنا ناتجة عن عمليات التأمين أولاً وليس فقط عن عمليات الاستثمار وفي الواقع نريد مزيداً من العمل التأميني ومزيداً من التوسع ومزيداً من تقوية إدارة المبيعات لدينا ولابأس ببعض التغيرات والاستراتيجيات لنحقق الأفضل.
-    هل تعانون من نقص الكوادر وكيف تتصرفون حيال ذلك؟
لا نعاني من نقص في الكوادر إلا على مستوى إدارة الشركة التنفيذية ونحن نتطلع إلى أن تتوفر لدينا كوادر سورية مؤهلة لسد النقص الذي يحصل في جميع المواقع وأريد أن أذكر بأن شركة التأمين العربية ساهمت في رفد عدة شركات أخرى بكوادرها المؤهلة والمدربة عند رغبة تلك الكوادر بتغيير مواقع عملهم،  ويعود ذلك إلى الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها كوادر شركة التأمين العربية من خلال تدريبهم لدى الشركة الأم في لبنان. ومن ثم تمكنا من فتح فروع على مستوى المدن السورية الكبيرة كافة وتسليم هذه الكوادر المؤهلة إدارة هذه الفروع مع خططنا المستقبلية للانتشار في المناطق كافة.
-    هل تعتقد أن العربية – سورية استطاعت أن تساير في تطورها منهج الشركة الأم خاصة وأن شركة التأمين العربية هي أقدم وأعرق الشركات في المنطقة؟
إننا نسير على نهج شركة التأمين العربية الكبيرة والعريقة الأم.  وبالنسبة لنا نأمل أن تكون شركة التأمين العربية – سورية ملتزمة بهذا النهج. إن أعضاء مجلس إدارة الشركة من الجانب اللبناني والعربي هم أبناء مخلصون لشركة التأمين العربية كما هم السوريون أيضاً وإننا نثق بهم ثقة كبيرة وتلاقينا سريعاً في النهج والأسلوب. والثقة التي تتمتع بها شركتنا في سورية هي وسام نعتز به وشهادة نؤكدها في كل مناسبة ومسؤولية يجب أن نكون على قدرها ومستواها.
-    لديك ملاحظات كثيرة على سوق التأمين وخاصة لجهة كثرة الدعاوي وعدم أحقيتها في كثير من الأحيان :فما هو الحل برأيك؟
نعم لدينا ملاحظات كثيرة على سوق التأمين وأنا أجد بأن الاتحاد السوري لشركات التأمين يجب أن يتصدى لها كاملاً ويجب أن لا يقف موقف المتفرج أو موقف غير المبالي بها ولاسيما أن هيئة الاشراف على التأمين، ممثلة بالسيد وزير المالية الدكتور محمد الحسين رئيساً والأستاذ إياد الزهراء مديراً،  تدعم هذا التوجه بكل إخلاص.
أما موضوع الدعاوي (الكاذبة) التي تقام في بعض المناطق على شركات التأمين نتيجة لعقود التأمين الإلزامي للسيارات واستغلالها فيجب أن يتم التصدي لها وقمعها وحصرها و متابعة الفاسدين الذين يعملون بها ومقارعتهم قانونياً، وطالما أن بيدنا الحق والقانون فلنحاربهم بهما، فالدعاوى التي يفتري بها أصحاب بعض النفوس المريضة يجب أن تقابل وتواجه بالتنسيق بين الأطراف المعنّية والسيد وزير المالية ووزير العدل ووزير الداخلية ووزير النقل وإلاّ ستستفحل الأمور وسيجد الكثير من الفاسدين مرتعاً أخر في مناطق أخرى وأنا لست من مدرسة القبول بالأمر الواقع بل أنا مع التغيير والمواجهة لما يحقق سلامة وصحة العمل والأداء. وهناك الكثير من الأفكار لتنظيم سوق التأمين الواعدة في سورية ونشر الثقافة التأمينية الصحيحة فيها.
-    أمام هذه المشكلات وباعتبارك عضواً في مجلس إدارة الاتحاد كيف يتم طرح هذه القضايا وهل هناك تجاوب من قبل الجهات الوصائية؟
في مجلس إدارة الاتحاد يتم طرح جميع القضايا وهناك لجان قطاعية تخصصية تشترك فيها جميع الشركات وتدلي برأيها وأنا أجد بأن على الاتحاد التصدي لأي مشكلة إلى آخر المطاف. وإن كان هناك تردد من البعض في قمع ظواهر الخلل فأعتقد بأن من واجب الاتحاد المتابعة فيها وعدم التردد وإلا سيؤخذ على الاتحاد الذي أنا عضو في مجلس إدارته بأنه اتحاد لايؤدي جميع مهامه االمكلف بها وأنه أصبح اتحاداً لجمع الاشتراكات والحصص والعمولات وأنا أخشى على الاتحاد من ذلك فالمهمة المنوطة به يجب أن تأخذ الحيز الأول من اهتماماته وأن يكون الهدف هدف تنظيم سوق التأمين في سورية في جميع أنواعه ومسمياته والدفاع عن سلامة ممارسة الأعضاء المنتسبين والشركات السورية إليه ومحاسبة المخلّين فيه.
-    من هنا هل تعتقد أن الاتحاد السوري لشركات التأمين يلعب دوراً مؤثراً في إيصال قضايا ومشاكل التأمين إلى الجهات صاحبة القرار؟
بدون شك فإن الاتحاد السوري لشركات التامين يلعب دوراً مؤثراً في سوق التأمين وأصبح موجوداً على الأرض ومنتشراً على جميع الأراضي والمنافذ السورية ونقل الفوضى التأمينية في مديريات النقل والحدود إلى مراكز حضارية راقية. فما تحقق من قبل الاتحاد وأنا عضو فاعل في مجلس إداراته، رفع من مستوى التأمين في سورية ونقل مراكزه إلى مستويات جديدة لم تكن قائمة ودرب كوادر سورية شابة عديدة لإداراته. وبسبب هذه الانجازات الكثيرة يستطيع الاتحاد أن يلعب دوراً ويؤثر أكثر في إيصال قضايا ومشاكل التأمين إلى أصحاب القرار بما يخدم مصالح جميع الأعضاء المنتسبين وفق الأصول والقانون.
-    صدر المرسوم 75 الخاص برفع أسعار البنزين الأمر الذي خلق ضبابية تجاه التأمين الإلزامي: كيف سيؤثر ذلك على عمل شركات التأمين خاصة وأن التأمين الإلزامي على السيارات يمثل محفظة سيادية في أقساط شركات التأمين؟
إن رفع أسعار البنزين هو مقابل إلغاء رسوم التسجيل السنوية للمركبات وليس مقابل إلغاء التأمين الإلزامي. وحسب ماورد عن معاون وزير النقل فإن التأمين الإلزامي مستمر وهو مطلوب حكماً حسب قانون السير عند إجراء الفحص الفني للسيارة ولا يمكن التنازل عنه.
لذلك فإن المرسوم رقم 75 الخاص برفع أسعار البنزين يجب أن لا يؤثر على عمل شركات التأمين طالما بقي التأمين الإلزامي للمركبات مطلوباً.
-    أخيراً : رأيك بمجلة التأمين والمعرفة؟
أتمنى لمجلة التأمين والمعرفة التقدم والازدهار وأتمنى أن تسلط الضوء على التغطيات التي يتوجب على المؤمن له معرفتها في كل نوع من أنواع التأمين وذلك نشراً للثقافة التأمينية كما أتمنى أن تقوم مجلة التأمين والمعرفة بنشر مواضيع التأمين في كل عدد من أعداد المجلات الاقتصادية الموجودة في سورية بحيث لايقتصر نشر مواضيع التأمين والمعرفة على هذه المجلة تحديداً بل تمتد "نقلاً عنها" إلى المجلات الاقتصادية الموجودة في سورية عن طريق التعاون الصحفي.
مع تمنياتنا بالتوفيق والشكر مخصوص للعاملين بها والعاملين في الاتحاد السوري لشركات التأمين وفقكم الله..