تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
حوار العدد
د. صقر للتأمين والمعرفة

 

- مزايا كثيرة يقدمها الاتحاد العام العربي للإعادة التأمين للسوق السورية

- نحرص على بناء الكوادر وفق متطلبات التطور والنمو

 

في سلسلة الحوارات التي تحرص التأمين والمعرفة على متابعتها في كل عدد

تخصص حوار هذا العدد للدكتور عزيز صقر رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين صاحب الخبرة الكبيرة والباع الطويل في قطاع التأمين.

وهذا نص الحوار :

 

  1. ماهي الفوائد والمزايا التي أضيفت لسوق التامين بعد انفتاح قطاع التأمين على الشركات الخاصة؟ وهل كان لها تأثير على شركتكم؟

هناك العديد من المزايا أضيفت بعد انفتاح قطاع التامين أذكر منها:

  • زيادة في فرص العمل في هذا القطاع
  • رفد قطاع التأمين بعناصر جديدة مؤهلة في هذا القطاع، فكما تعلمون عانى قطاع التأمين في سورية ولفترات طويلة من ندرة في الكوادر والعناصر الوطنية المؤهلة، ولقد كانت خطوة الهيئة في التعاون مع معهد البحرين وفتح باب تقديم الـ PIC و CII من أهم الخطوات في هذا المجال، إضافة لما قامت به جامعة دمشق من تأسيس قسم مختص في التأمين والمصارف في كلية الاقتصاد وهي خطوة مهمة أيضاً في طريق بناء الكوادر، علماً أنه وحتى اللحظة يعاني سوق التأمين من نقص كبير في هذه الكوادر، ومن المتوقع أن ترمم هذه الفجوة خلال المستقبل القريب.
  • نمو السوق السوري وحجم أعماله حتى غدا 311 مليون دولار وبنسبة للنمو 14.43% مقارنة بعام 2008، حيث عادت الكثير من أعمال التأمين السورية ليؤمن عليها في الشركات الوطنية السورية خاصة بعد انفتاح السوق بعدما كان الكثير منها يذهب إلى خارج حدود الوطن.
  • نمو مستوى الخدمات المقدم من الشركات التي زاد منها المنافسة بينهم، مما انعكس ايجاباً على طالب الخدمة التأمينية، وبلا شك كان لذلك تأثيراً على الأسعار حيث بدأت هذه الأسعار تعكس الصورة الحقيقية لمطارح التأمين، ولقد كان لتدخل الهيئة في ضبط إيقاع المنافسة دوراً إيجابياً، بعد الإحساس بخروجها عن حد المنافسة الحميدة.

أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فقد كان لانفتاح السوق تأثيراً إيجابياً على شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين حيث زادت أعمالها من السوق السوري وتطورت تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة حيث غدت تشكل 26% من حجم أعمال الشركة، وهذا طبيعي مع تطور أعمال السوق وحجمه، وجاهزية الاتحادية لتقديم التغطيات التأمينية اللازمة لهذه السوق.

  1. كما هو معلوم فإن شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين هي شركة تخصصية في مجال إعادة التأمين. ماذا تقدم هذه الشركة لسوق التامين السورية بشكل خاص وسوق التأمين العربية بشكل عام؟

يوجد العديد من المزايا والفوائد التي تقدمها شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين للسوق السوري باعتبارها المعيد لهذه السوق،أهم هذه المزايا:

  1. تسهيل عمل شركات التأمين المباشر في الحصول على أعمال تزيد في أحجامها عن قدرة هذه الشركات، وذلك عن طريق وضع طاقتنا الاستيعابية في خدمتهم، ما دامت الشركات قادرة على التأمين عليها، وهذا بفضل المعيد الوطني الذي يستثمر أمواله أيضاً داخل حدود الاقتصاد الوطني.
  2. مساعدة شركات التأمين في الأخطار التي لاتتوافر لديها الخبرة للتعامل معها وذلك باعتماد على خبرات الشركة الفنية.
  3. توفير برامج تدريب للعاملين في شركات التامين ، حيث قامت الاتحادية بتدريب عدد كبير من كوادر الشركات الخاصة وهذا واجبها ، وستسعى دائماً لتوفير البرامج التدريبية لهم.

وللسوق العربي فالشركة تعمل في هذه الصناعة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً وقد دأبت على وضع خبراتها في خدمة السوق العربي، ولم تبخل في مد شركات التأمين العربية بالطاقة اللازمة للاكتتاب بالأعمال التي تفوق طاقتها الاستيعابية، كما لعبت دوراً أساسياً من خلال الخبرات المتوفرة لديها في المساهمة بإنشاء العديد من شركات التأمين العربية وما زالت حتى اللحظة ومنذ قيامها تقدم خدمات التدريب للسوق العربي.

  1. هل تتبع شركتكم سياسة معينة في مجال تطوير الكوادر الخاصة بها؟

منذ أن أنشئت شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين دأبت على إتباع سياسة إيفاد كوادرها إلى شركات الإعادة العالمية العريقة في مجال هذه الصناعة مثل سويس ري، ميونخ ري، ميركنتال آند جينيرال الشركة الانكليزية المعروفة في مجال الإعادة أنذاك حيث انحلت لاحقاً ، وكولن ري.

كما تبنت سياسة التدريب لدى الوسطاء العاملين في هذه الصناعة مثل ويليس وغيره من الوسطاء الأجانب، أما الآن فتتركز سياسة التدريب على الإيفاد في منح مجانية تحصل عليها الشركة من وسطاء التأمين والإعادة والذين لديهم تعامل كبير مع شركتنا، حيث تم إيفاد العديد من الكوادر ولمدة تتراوح من 15 يوم إلى شهر، إلى كل من باريس والبحرين وانكلترا والهند ولبنان وغيرها من الدول، كما تسعى الشركة إلى التدريب الأكاديمي لكوادرها من خلال التسجيل في معهد BIBF تحت إشراف هيئة الإشراف على التامين، ولدينا الآن مايزيد عن عشرة أشخاص لم يتبقى لهم إلا القليل لنيل الشهادة المهنية الخاصة في هذا المجال.

  1. علمنا مؤخراً أنه تم إجراء بعض التغيرات والتعديلات الإدارية داخل الشركة. هل توجد أسباب معينة ؟ وماذا حقق هذا التغيير؟

التغيرات الأخيرة في الشركة جاءت انسجاما مع نظام الشركة الجديد والذي أقره المجلس الوزاري الاتحادي وبدأ تطبيقه مع بداية عام 2010، حيث جاء هذا النظام ليتناسب مع التطورات المتلاحقة في هذه المهنة وتنظيمها، أما بالنسبة لما حققه التغيير فهذا الأمر يحتاج إلى وقت وتعديلات أخرى قد نقوم بها، وذلك للوصول إلى الشكل الأمثل، ولكنني أستطيع القول أن هذه التغييرات الجديدة أعطت الشركة تقسيماً هيكلياً جديداً متطوراً ومتناغماً مع مايجري في شركات الإعادة العربية والأجنبية، ولابد أن تظهر آثاره في المستقبل القريب إن شاء الله.

  1. كما هو معروف توجد بعض المصاعب التي تعترض الثقافة والوعي التأميني في سورية والوطن العربي. هل هناك من نصائح ممكن أن تفيد هذا القطاع الناشئ؟

الجميع يتشارك المسؤولية في زيادة الوعي التأميني، وعلى جميع الشركات الخاصة والعامة أن تبذل جهوداًَ كبيرة في ذلك سواءً عن طريقكم في الاتحاد أو بمفردهم، علماً أنني أميل إلى أن يسعى الاتحاد إلى تنظيم هذه العملية من خلال زيادة الإعلانات وزيادت المنتديات المحلية والتي تستهدف شريحة واسعة من المجتمع السوري كما أن وجود منتجات جديدة والترويج لها أمر في غاية الأهمية، حيث القصور واضح هنا.

  1. مؤخراً تم عقد ملتقى دمشق التأميني الخامس ، برأيكم هل يحقق هذا النوع من الملتقيات إي إضافة إلى قطاع التأمين؟

الملتقيات التأمينية هامة جداً في مهنتنا بما تحققه من فرص لقاء بين ممثلي الشركات والأسواق العربية والدولية لتوثيق العلاقات وتبادل الأعمال، وبلا شك أنه يحقق إضافة واضحة ومميزة لقطاع التأمين السوري ، فعلى صعيد شركتنا ومن خلال الملتقى الخامس استطعنا أن نضيف أعمالاً جديدة لشركتنا، خاصة وأننا نعمل على المستوى المحلي والعربي والدولي حيث تشكل الملتقيات لنا فرصة كبيرة لعقد اللقاءات والاجتماعات، كما استطعنا أن نعزز علاقاتنا مع بعض الشركات الجديدة في بعض الأسواق العربية والتي كانت علاقاتنا معها تخطو مراحلها الأولى، واستطاعت الشركة تحقيق الاستفادة المثلى من ملتقى دمشق حيث استقدمت إلى قاعة محاضراتها الموجودة في مقر الشركة، خبرات عربية كبيرة وعريقة قدمت محاضرات لموظفي الشركة الذين لم يشاركوا في الملتقى ولا بد لي أن أشير إلى الجهد الكبير الذي بذله الاتحاد السوري لشركات التأمين في تنظيم هذا الملتقى، حتى بدا منظماً بهذا الشكل اللائق.

  1. ماهي النظرة المستقبلية لشركة الاتحاد العربي لإعادة التامين لتكون لاعباً أساسياً في قطاع التأمين السوري؟

نحن نسعى ومنذ فترة لأجل ذلك، وقد حققنا نجاحاً كبيراً في مجال كسب ثقة الشركات الخاصة وهم أكثر من غيرهم يعلم كم من المزايا والفوائد نقدمها لهم وهذا واجبنا، علماً أن منهم من لا يسند الحصة المتفق عليها والبالغة 10% من الاتفاقيات، ويفضل المعيد الأجنبي علينا والذي لن تتضرر حصته في حال الإسناد لنا. إن الأسواق العربية التي تمتلك معيداً وطنياً تسعى بكل إمكانياتها لتهيئة الأسباب اللازمة لحصوله على أكبر حصة من أعمال بلده، لمعرفتها بما يقدمه من مزايا للاقتصاد الوطني، فمثلاً في تونس لا يحول أي مبلغ خارج حدود الوطن من قبل أي شركة تأمين بدون معرفة الحصة التي أخذتها Tunis Re  (المعيد الوطني ) من هذا العمل، وفي السودان 50% من الأعمال تذهب للمعيد الوطني، وفي السعودية، وفي الكويت، وفي الجزائر، وبموجب القوانين يقوم المعيد المحلي ممثلاً بالشركة المركزية لإعادة التأمين بجميع عمليات إعادة التأمين في الدولة وكذلك في المغرب.

أما لدينا فحصص بعض الشركات لاتزال 2.5% من اتفاقياتها، حيث أن الـ 10% بحد ذاتها أقل من كل الحصص التي تسند في الأسواق العربية لمعيديها، وهنا لابد من أن يولى المعيد الوطني من قبل شركات التأمين السورية الأهمية الأولى في الأعمال الاتفاقية و الاختيارية، ولا بد لي أن أوجه شكري لشركات التأمين التي تسند لنا الحصص المتفق عليها.

أما من حيث النظرة المستقبلية لشركتنا فإنه وضمن الجو السائد عربياً وعالمياً، ونحن جزء لا يتجزء من هذا الواقع في مجال التأمين والإعادة، فإن من الامور الهامة لدى شركات التأمين المباشر أن نمتلك تصنيفاً عالمياً جيداً يبتدئ بدرجة BBB، الشركة حققت تصنيفاً عالمياً جيداً هو BB+ من وكالة S&P العالمية. ونحن نعمل لرفع هذه الدرجة . ونعمل لزيادة جيدة في حجم الأعمال المسندة للشركة ، مع العمل على تهيئة الأسباب اللازمة لذلك، ومن ثم استثمار نتائجها ضمن اقتصادنا الوطني.

وفي الختام أتوجه بالشكر إلى الاتحاد السوري لشركات التأمين رئيساً وأمانة عامة على إسهاماتهم الكبيرة في تطوير قطاع التأمين في الجمهورية العربية السورية، والانتقال به انتقالاً سلساً إلى مستويات أعلى من المهنية الرفيعة والتطور العصري الذي يحقق طموحات اقتصادنا الوطني، ويسهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القطر العربي السوري في ظل القيادة الحكيمة لراعي نهضة سورية الحديثة السيد الرئيس بشار الأسد.