تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
حوار العدد
المؤسسة العامة للتأمين تستحق الدعم ولابد من منحها المزيد من المرونة

سليمان الحسن للتأمين والمعرفة:

أخاف على التأمين الصحي من قلة الوعي وتضرر مصالح البعض

أدعو حامل بطاقة التأمين الصحي لقراءة الدليل جيداً

الوزير الحسين دعم قطاع التأمين بكل طاقته

في المؤسسة أنا مدير عام... وفي الاتحاد ناطق باسم كل الشركات

 

يجزم سليمان الحسن رئيس الاتحاد السوري لشركات التأمين أن الانسجام بين الجهات الوصائية كان من أهم العوامل التي ساهمت في نجاح قطاع التأمين ويرى أن الشكر والامتنان يجب أن يوجه إلى السيد وزير المالية الذي دعم القطاع بكل قوته... ومع قدرته على الفصل بين مهامه كمدير عام لمؤسسة حكومية استطاعت التأقلم بثقة مع الانفتاح... وبين رئاسته للاتحاد السوري لشركات التأمين فإن سليمان الحسن يعد حالياً واحداً من رجال التأمين في سورية...يُكتب له التفوق في إدارة واحدة من أهم المؤسسات الاقتصادية وإنجاحها في وجه الانفتاح ...كما يذكر له أنه صاحب أيادٍ بيضاء لعبت دوراً متقدماً في تطوير قطاع التأمين وفق أسس صحيحة ومدروسة.

كما يشار إلى دوره الرئيسي في إطلاق مشروع التأمين الصحي لموظفي الدولة وحيث شكل أحد مفردات اقتصاد السوق الاجتماعي.

 التأمين والمعرفة أجرت حواراً خاصاً في السيد سليمان الحسن هذا نصه:

1. انقضت سنة ثالثة من انفتاح سوق التأمين على القطاع الخاص...إذاً كيف انقضت هذه السنوات على المؤسسة العامة للتأمين؟

* انفتاح سوق التأمين على القطاع الخاص لم يكن مؤثراً على المؤسسة فحسب و إنما تغييراً جذرياً لبنية السوق أو بالأحرى كان القاعدة لما يسمى سوق تأميني فعلاً و هذا ما انعكس على المؤسسة التي أصبحت أجد عناصر هذا السوق بعد أن كانت العنصر الوحيد فيه ، وهذا يعني من الناحية السلبية انخفاض في أرباح المؤسسة و أعمالها إذ أن الشركات الوافدة وجدت الهدف الأول هو محفظة المؤسسة ريثما تتعمق بالسوق و يتجه إلى أهداف أخرى مما أدى إلى انخفاض هذه المحفظة وخاصة بالنسبة لتأمينات السيارات أما من زاوية أخرى و بعد مضي هذه الفترة نرى ان انفتاح السوق جعل المؤسسة تحقق قفزة نوعية لجهة آليات عملها و تطويرها و البحث عن تفعيل خدمات تأمينية أخرى أو طرح خدمات لم تكن أصلاً لدى المؤسسة .

2. عملياً مازالت المؤسسة العامة هي المسيطر على السوق وتحقق تصاعداً واضحاً في الأرباح كيف تمكنتم من ضبط المعادلة لصالحكم.

* كما ذكرنا آنفاّ بعد أن أصبحت الشركات الخاصة شريكاً مفروضاً على المؤسسة يقاسمها السوق التي كانت تنفرد بها كان من المحتم علينا الاتجاه نحو أنواع تأمينية جديدة يعيد التوازن لأرقام أعمال المؤسسة و الذي كان قد اختل نتيجة مشاركتها لجزء من لا بأس به من محفظتها خاصة مع اتجاه معظم الشركات إلى تأمين السيارات الذي كان يشكل الجزء الأكبر من محفظة المؤسسة إذ وجدت فيه الشركات الوافدة التأمين الأسهل وصولاً و الأسرع ربما بالرغم من خطورته الكبيرة .

فكان اتجاهنا نحو التأمين الصحي ليعيد كفة الميزان إلى ما كانت عليه على الأقل و الحمد لله فإن النتائج كما ذكرنم مريحة لنا .

 

3. بما يؤرق الشركات الخاصة تقدم الحكومة دعماً معلناً للمؤسسة هل تعتقد أنها كانت محقة في هذا الدعم والاهم هل ترى أن المؤسسة كانت محقة في هذا الدعم.

* لو لم تجد الحكومة أن المؤسسة تستحق فعلاً هذا الدعم بل تحتاجه لما قدمته و نقول تستحق هذا الدعم لأنها أثبتت أنها قادرة على المتابعة و المنافسة .

فإن المؤسسة في ظل كل ما تخضع له و تلتزم به من قوانين و أنظمة تقيد حريتها و تعدد الجهات الرقابية التي تشرف عليها بصفتها جهة حكومية في الوقت الذي تنعم فيه الشركات الخاصة بقدر كبير من المرونة و الحرية في رسم سياساتها المالية و الإكتتابية .

فلماذا لا ننظر إلى الموضوع من هذه الزاوية لذلك فإنه من البديهي أن يكون للمؤسسة نصيب من الدعم وخاصة لجهة تأمين القطاع العام فالعام اولى بالعام إذا كانت قدرته تسمح بذلك .

 

4. تظهر المؤسسة العامة للتأمين كواحدة من المؤسسات الاقتصادية التي ترفد الخزينة بكم سترفدها هذا العام ولو بأرقام تقريبية.

إن ميزانية عام 2010 لم تصدر بعد وبالتالي لا نستطيع أن نعطي أرقاماً دقيقة ،إلا أن أرقام المؤسسة كانت جيدة لهذا العام وكان هناك نوع من التوازن بين الموارد والمصروفات خاصة وأن عام 2010 لم يكن ثقيل تأمينياً مقارنةً بعامي 2008-2009 من حيث الحوادث الحاصلة نوعاً وحجماً ،ناهيك عن تفعيل فرع التأمين الصحي ،وبحسب الموازنة التقديرية فمن المتوقع رفد الخزينة بما يقارب مليار وأربعمائة مليون ليرة سورية .

5. شاركتم شخصياً في صياغة برنامج التأمين الصحي لموظفي الدولة وتصديتم لتطبيقه خلال وقت قياسي.. بعين المراقب كيف تقيم البرنامج بعد أن تمكن من تشميل أكثر من 400 ألف موظف خلال أقل من عام.

* سأختار هنا الغجابة عن هذا السؤال بصفة حيادية إذ أن برنامج التأمين الصحي يشكل بحق أحد أهم المشاريع التي تم إطلاقها في سورية وتطبيقه يسير في الإطار الصحيح إلا أنه يشهد بشكل مستمر بعض الانتقادات و هذا نتيجة :

1ً) حداثة التجربة بالنسبة إلى جميع الأطراف و خاصة مقدم الخدمة الذي لم يعتاد بعد على السرعة في استخدام البرامج الحاسوبية مما تسبب بحدوث بعض التأخير للمؤمنين .

2ً) ضعف الثقافة التأمينية عموماً و الصحة خصوصاً إذ أن المؤمن يمكن أن يجاب و يلجأ إلى الشكوى كطريقة أسهل من قراءة دليل الاستخدام الذي سيجد فيه أجوبة لكل تساؤلاته و الذي يوزع مع كل بطاقة ولكل مؤمن .

3ً)وجود جهات معارضة فقط بغاية المعارضة تلجأ إلى الإعلام بقصد التشويش و تفشيل المشروع نظراً لأن هذا المشروع قد ادى إلى تضرر مصالحها المستحقة وتؤكد أنها مصالح شخصية ولا علاقة لها بحرص هؤلاء على مصالح أي مواطن آخر .

 

6. مما تخاف على مشروع التأمين الصحي ...؟

* أخاف أن يوأد نجاح المشروع من قبل أشخاص و جهات غايتها فقط تعطيل و تفشيل أي خطوة نحو الأمام لمجرد انها تتعارض مع مصالحها الشخصية .

و ان تكون وسائل الإعلام بدون أن تشعر أسلحة لهولاء إذ نجد حروباً تشن على التأمين الصحي في العديد من وسائل الإعلام و بعناوين رنانة و عند الإطلاع على المحتوى نجد أنه خالي تقريباً من اي ملاحظة جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار .

في الوقت الذي نجد فيه آلاف الحالات التي تخرج من المشفى ممتنة و شاكرة للسيد الرئيس على هذا العطاء الذي مكنهم من إجراء عمليات جراحية ما كانوا ليستطيعوا تغطية تكاليفها  لولا هذا المشروع  ولم نجد أي من الأقلام الحرة أو وسائل الإعلام المرئية و المسموعة قد سلطت الضوء على واحدة فقط من هذه الحالات فلماذا؟؟؟

وهل ستصبح مهمتنا أن نترك أعمالنا و همومنا في تطوير المشروع وتدارك سلبياته ونتفرغ للرد على كل هذه الترهات ؟

 

7. هل تعتقد أن وجود الوزير محمد الحسين قد لعب دوراً استثنائياً في نجاح مشروع التأمين الصحي وهل ترى أن الوزير الحسين كان خيراً على قطاع التأمين بشكل عام.

* بالتأكيد فإن للسيد وزير المالية دور كبير في متابعة مشروع التأمين الصحي و العمل على تذليل كل ما يعترضه من عقبات في ظل توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد الذي كان لاهتمامه و رعايته لهذا المشروع الأثر الأكبر في رسم مسيرته و دفعه نحو الأمام .

 

8. في عملك كمدير عام للمؤسسة الحكومية الوحيدة هل تحركك المنافسة في العمل إلى جانب 13 شركة خاصة.

*   النتائج التي وصلت إليها المؤسسة خير دليل.. صحيح  أننا مؤسسة قطاع عام إلا أننا حرصنا دوماً أن يكون عملنا و تفكيرنا في تطوير أساليبه كالقطاع الخاص و أن يتم رفد المؤسسة باستمرار بكوادر شابة لا يكون لها الخيار في انتقائها كما في القطاع الخاص و لكن نعمل على تدريبها بشكل مكثف على أساليب العمل و التعامل المتطورة لنتجاوز الفكرة التي طبعت في ذاكرتنا عن شركات و مؤسسات القطاع العام .

 

9. كيف تقرأ عام 2011 بالنسبة لقطاع التأمين ماهي الفروع التي سيصعد نجمها...وماهي التحديات التي على الشركات جميعاً مواجهتها.

* أجد ان قطاع التأمين السوري تحديداً يزداد استقراراً عاماً بعد عام أما عن التأمينات التي سيسطع نجمها فأتوقع أن يكون التأمين الصحي بلا منازع كاستمرار لما تم البدء فيه في عام 2010 من جهة و ازدياد الوعي و المعرفة لهذا النوع من التأمين مما سيجعله هدفاً أو مقصداً لشرائح واسعة من المجتمع .

و اما عن التحديات التي على الشركات جميعها مواجهتها هي التأثر بمتغيرات التأمين و إعادة التأمين العالمية و التي تنعكس على التشدد في شروط بوالصا التأمين و إعادة التأمين و أسعارها مما يرتب على شركات التأمين المحلية أعباءً إضافية . 

 

10. من هي الشركة الخاصة التي تحسب لها حساب وتعتقد أنها تملك فرصة النمو والاتساع أكثر من غيرها.

* المنافسة الحقيقية تستدعي عدم الاستهانة بقدرة أي منافس مهما كان ترتيبه لأنه بمجرد وجوده فهذا يدل أن لديه نقاط قوةوهو ما نأخذه بعين الاعتبار .

أما الشركة الخاصة التي نعتقد أنها تملك فرصة النمو فإن التأمين يعتمد على مبدأ الاحتمالات و هو مجال واسع للمفاجآت و قلب المعايير  و الصعود و الهبوط لذلك لا أستطيع أن أعطي تصور عن شركة معينة .

 

11. تبدأ البلاد تنفيذ خطة خمسية جديدة..في إطار هذه الخطة...مالذي تخططون له في المؤسسة وماهي أجندة العمل.

تتلخص أجندة عملنا ضمن ثلاثة محاور

  • تطوير الفروع التأمينية الفعالة في المؤسسة والارتقاء بأساليب عملها بما يضمن استمراريتها

  • تفعيل بعض الفروع التأمينية التي لم تأخذ حقها كتأمينات الحياة  بسبب التركيز على فروع تأمينية أخرى تبعاً للحاجة والطلب

  • النقطة الثالثة وهي الأهم متابعة مشروع التأمين الصحي والاستمرار في انجاز جميع مراحله ريثما يتم احداث شركة التأمين الصحي.

 

12. هل أنت مطمأن على أن خطوات المؤسسة ستكون في إطار ما هو مرسوم لها؟

* نعم أشعر بالإطمئنان ، نحن اليوم نستطيع أن نقول أن المؤسسة ما زالت ضمن الإطار الذي رسمناه لها .

وهل ثمة ما تخاف منه ؟ نخاف فقط من المفاجآت و المخاطر التي قد تطال أي شركة بالرغم من أننا و الحمد لله لدينا محفظة تأمينية قوية تجعلنا أقل تأثراً مقارنة مع باقي الشركات .

 

13. تتعامل مع قضايا ومشاكل المؤسسة العامة بوصفك مديراً لها وفي ذات الوقت عليك التعامل مع قضايا ومشاكل السوق ككل والعمل على حلها بوصفك رئيس للاتحاد السوري لشركات التأمين...كيف تقود الدفة وما الذي يساعدك على موازنة الأمور.

* بالنسبة إلى "تتعامل مع قضايا و مشاكل المؤسسة العامة بوصفك مديراً لها..."

بالطبع إن المؤسسة لها وضع خاص عن باقي الشركات وهي أولاً شركة عامة كانت ممثل السوق طيلة أربعون عاماً و احتضنت بقية الشركات الوافدة إلى السوق و بقيت ممثلاً للسوق حتى بعد دخول هذه الشركات و لكن قبل قيام الاتحاد السوري، لذلك فإنني أقود المؤسسة كمدير عام لإحدى الشركات المتنافسة في السوق.

 أما في الاتحاد فأنا لا أنظر إلى أنني ممثل إحدى الشركات و إنما ممثل لمصالح سوق التأمين عموماً و هذا بالطبع لا يمكن أن يعود إلا بالمصلحة على كل شركة على حدا و من ضمنها المؤسسة .

 

14. لو طلبنا منك أن توجه كلمة للوزير محمد الحسين ...ماذا تقول له؟

* أقول بالتأكيد أن اهتمام السيد الوزير و دعمه لقطاع التأمين عموماً و للمؤسسة خصوصاً يستدعي الشكر و الامتنان الذي اعتدت أن أجسده عملاً لا لفظاً و أتوقع أن السيد الوزير قد وصله هذا الشكر من نتائج و أرقام سوق التأمين المشرفة لهذا العام.

 

15. هل تعتقد أن الانسجام بين الجهات الوصائية المسؤولة عن قطاع التأمين جيد و يساعد على متابعة السوق كما يجب ؟

* أنا أجزم أن الانسجام بين الجهات الوصائية كان من أهم العوامل التي ساهمت في نجاح هذا القطاع فهو يخلق سلسلة متكاملة فتأتي القرارات و القوانين الناظمة للسوق متناغمة تشريعاً و تطبيقاً و بأقل ثغرات محتملة و هذا من أهم عوامل نجاح قطاع التأمين في سوريا.   

سليمان الحسن