تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
حوار العدد
حوار العدد 19

رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين  منذ عام 2006 رئيس مجلس إدارة بنك سوريا الدولي الإسلامي رئيس مجلس إدارة الشركة الإسلامية السورية للتأمين نائب رئيس مجلس إدارة معهد التأمين العربي حاصل على دكتوراه  في الحقوق ) التأمين) من جامعة موسكو الحكومية  عام 1972 ، يطلق عليه الكثيرون لقب "شيخ الكار" كناية عن خبرته الطويلة في قطاع التأمين إنه الدكتور عزيز صقر  الذي جمعنا معه حوار  شيق وغني بالمعلومات حول إعادة التأمين .
-    هل أثرت الأزمة التي تعيشها سورية سلباً عليكم؟ وهل أثرت زيادة سعر الصرف على ظهور أرباح وهمية ؟
توصف صناعة إعادة التأمين  بأنها عالمية، أي أن تعاملها لا ينحصر في السوق المحلية وإنما في مختلف أسواق العالم، لهذا فإن عمل الشركة قد تأثر بالعامل الداخلي وبعوامل خارجية نوضحها بما يلي :
1-    الاضطرابات الداخلية : لقد أثرت الاضرابات الداخلية في سورية على عمل الشركة مما دفع بالعديد من شركات التأمين أو وسطاء إعادة التأمين إلى تقليص الإسنادات لشركتنا خشية من أن تواجه الشركة ظروفاً صعبة تجعلها غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها في حال حصول تعويضات.
2-    العقوبات : نظراً للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية على سورية بسبب الأزمة الراهنة، فقد طالت هذه العقوبات بشكل رئيسي قطاعي المصارف والتأمين وبناء عليه فإن عدداً من شركات التأمين والوسطاء  قلصت حجم العمل مع شركتنا التزاماً من البعض بهذه العقوبات، وتوقفت شركات الإعادة الأوروبية عن منح تغطيات للشركة الاتحادية ولشركات التأمين في السوق السورية، الأمر الذي دفع بهذه الشركات إلى اللجوء لأسواق أخرى للحصول على تغطيات لأعمالها.
3-    التحويلات المصرفية : كما أن العقوبات قد أثرت على حركة التحويلات فقد منعت الخزانة الأميركية أي تحويل بالدولار من وإلى سورية،كما فرضت الخزانة في الاتحاد الأوروبي حظراً على التحويلات باليورو من وإلى سورية، وهذا الأمر حرم الشركة من حقوقها في الحصول على أقساط للعمليات المقبولة من كافة أنحاء العالم، وكذلك تسديد ما عليها من التزامات بخصوص سداد أقساط أغطية الحماية لمحافظ أعمالها أو تسديد التعويضات في حال حصولها .
4-    الاضطرابات التي تسود أقطاراً عربية عديدة مثل ليبيا واليمن ومصر والعراق و البحرين  أثرت سلباً على أعمال الشركة وكذلك التبدلات السياسية في هذه الدول ومواقف بعض الحكومات فيها من الأزمة في سورية ومعاداتها للحكومة السورية مما آدى إلى توقف الأعمال التي يتم عادة إسنادها للاتحادية، كذلك امتناع بعض الدول الإقليمية من التعامل مع شركتنا مثل تركيا بسبب موقفها من الأزمة في سورية.
أما بخصوص أثر زيادة سعر الصرف على ظهور أرباح وهمية نبين ما يلي :
إن شركتنا تسجل أرباح أو خسائر فروق القطع الناتجة عن تقييم الأرصدة المسجلة بالقطع الأجنبي في نهاية العام في حساب فروق إعادة التقييم وهذا الحساب يقفل في قائمة المركز المالي ولا يدرج ضمن قائمة الدخل، وبالتالي فإن صافي الأرباح التي تظهر في قائمة الدخل بشركتنا هي أرباح تشغيلية ( تأمينية-استثمارية) .

-    هل مازالت الشراكة مع الاتحاد العربي لإعادة التأمين في ليبيا قائمة وما هي الأمور المعلقة في حال وجود أي منها؟
كما تعلمون فإن الشركة مملوكة من قبل حكومتي الجمهورية العربية السورية وليبيا. وبعد سقوط النظام السابق، قام الحكام الجدد بقطع العلاقة مع سورية كبلد وعليه امتنعت الشركات الليبية من التعامل مع شركتنا ولا يزال لدينا مكتب اتصال تابع للشركة في ليبيا ويقوم حالياً بمتابعة الحسابات الخاصة بالعمليات الاتفاقية وإرسالها إلينا وهنالك أرصدة متحقة على هذه الشركات ولكن لا توجد تحويلات بالطبع،والحقيقة أن ما يسود في ليبيا حالياً من اضطرابات وتعدد الجهات التي تحمل السلاح وفوضى الاقتتال سواء في العاصمة الليبية أو في المدن الأخرى يعيق الاتصال بشركات التأمين في هذا البلد .

-    وفق التشريعات الحكومية فإن شركات التأمين العاملة في السوق السورية ملزمة بإسناد نسبة 10% من أعمالها إلى شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين، هل تطبق هذه التشريعات بشكل فعلي؟ وهل هناك شركات تأمين في سورية تزيد نسبة إسناد أعمالها لديكم عن تلك النسبة؟ 
الحقيقة أن كافة الشركات تلتزم بهذه النسبة بل أن معظمها قد زاد من نسب الإسناد لتصل إلى الضعف أو أكثر بقليل، ومع استمرار الأزمة بدأت شركات التأمين تعتمد على الاتحادية بشكل أكبر  نظراً للصعوبات التي تواجهها في توزيع أعمالها خارج سورية .

-    على صعيد  الإستثمارات: لدى الشركة عدة مجالات استثمارية جيدة منها   ودائع مصرفية – أسهم مصرفية– ريع عقارات، ما هو حجم نشاطات الشركة على الصعيد الاستثماري ؟
إن حجم الاستثمارات في الشركة هو كما يلي :
المبلغ / ل.س    البيان    النسبة
6.882.284.326    الودائع المصرفية    88.71%
229.011.828    الأسهم    2.98%
17.803.714    الاستثمارات العقارية    0.23%
621.781.425    استثمار في معمل الفيحاء للسيراميك    8.08%
7.690.881.293    المجموع    100%

على الصعيد الاستثماري: من المعلوم اعتماد شركات التأمين وإعادة التأمين على الأعمال الاستثمارية بشكل كبير وخصوصاً في ظل تراجع العائد من أعمال التأمين وإعادة التأمين. تدير شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين المحفظة الاستثمارية لديها بمهنية عالية حيث شكلت الأرباح من الأعمال الاستثمارية 52% من إجمالي أرباح الشركة لعام .2012

-    كيف تقيّمون الأداء في العام الفائت وفي النصف الأول من العام الحالي؟ وهل حققت الشركة نمواً في حجم  أقساطها مقارنة بالسنوات السابقة؟
لقد حققت الشركة نتائج جيدة كما تشير ميزانية عام 2012 وأرباحاً معقولة رغم الصعوبات التي تواجهها، إلا أن الخبرات المتاحة والطاقم الفني لديها قد نجح في الحفاظ على أداء متوازن، وقريباً سيتم إصدار ميزانية عام 2013 وتدل المؤشرات الأولية على تحقيق أرباح تعادل تقريباً ما تحقق في عام 2012.

-    من المؤكد أنكم قمتم بتنظيم أغطية حماية لشركتكم مع شركات إعادة تأمين عالمية، هل تنوعت الشركات أم كان اعتمادكم على شركة واحدة؟ ومن هي تلك الشركة التي أخذت النسبة الأكبر من أعمالكم؟
الحقيقة لدينا أعمال نسبية تغطي أخطار الممتلكات والهندسي والطاقة والحوادث، وقد بذلنا جهداً كبيراً في توزيع تلك الأعمال نظراً لامتناع عدد كبير من شركات الإعادة عن قبول العمل من سورية بسبب العقوبات وبالرغم من عدم تمكننا من توزيع هذه الأعمال بنسبة 100% الا أنها بلغت في اتفاقية الممتلكات حوالي 71% والهندسي والطاقة والحوادث حوالي 64%، وقد وزعت هذه الحصص في الأسواق الإيرانية والروسية وبعض الدول الأفريقية ولدى شركات نتعامل معها منذ سنوات عديدة.
أما بالنسبة لأغطية الحماية غير النسبية فقد حصلنا على تسعير من السوق الهندية ومن الشركة العامة الهندية لإعادة التأمين حيث بلغت حصصها لوحدها حوالي 45% ووزع الباقي في الأسواق الروسية و والإيرانية والإفريقية وقد تمكنا من توزيع هذه الأغطية بنسبة 100%.

-    كيف تقيمون علاقاتكم الخارجية في العالم العربي؟ و هل ما زلتم مستمرين في قبول الأعمال الاتفاقية والاختيارية من آسيا؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال، الحقيقة أن علاقات العمل بين الدول العربية تتأثر بالمواقف السياسية وتلك مشكلة كبرى في الوطن العربي ولم نتمكن من تجاوزها، وكان خطابنا الدائم للأخوة العرب أن نفصل السياسة عن الاقتصاد ونستمر بعلاقات العمل لو اختلفنا في أمور السياسة. وبشكل عام هنالك تحويلات وتبدلات في مواقف بعض الأقطار العربية من الأزمة في سورية بعضها بدأ يظهر للعلن وبعضها لا يزال غير معلن. ونأمل أن تترجم هذه المواقف إلى أداء فعلي يعيدالروابط العربية بعد أن تكشف للجميع حجم المؤامرة على الوطن العربي وإن سلمت بعض الدول منها حالياً، فقد لا تسلم مستقبلاً، فلا بد من إعادة التعاون والتعاضد للوقوف بوجه المؤامرة الإسرائيلية والتي تنفذ للأسف بأيد عربية.
أما بخصوص قبول أعمال من آسيا فلا يزال الأمر على ما هو عليه وإن خفت وتيرته بسبب قرارات العقوبات وصعوبات التحويل .

-    إن مفهوم إعادة التأمين والتطرق له في وطننا مازال في بداياته،  كيف تعملون على نشر وعي وثقافة إعادة التأمين خاصة والتأمين عموماً وهل تقومون بتنظيم دورات التدريب للموظفين الجدد في سوق التأمين بهدف تطوير خبراتهم ومعرفتهم؟
تعمل شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين كمعيد وطني رائد على نشر ثقافة إعادة التأمين بعدة طرق منها الدورات التدريبية المحلية والتي تنظمها على مستوى شركات التأمين في السوق السورية وآخرها الدورة التدريبية التي افتتحها الدكتور عزيز صقر رئيس مجلس الإدارة في أيلول من العام الحالي بحضور مدير عام هيئة الإشراف على التأمين ومدير  عام المؤسسة العامة السورية للتأمين ورئيس الاتحاد السوري لشركات التأمين كما تضمنت الدورة حضور معظم الكوادر العاملة في إعادة التأمين لدى شركات التأمين السورية كما تضمنت الدورة تدريباً عملياً للعاملين في إعادة التأمين لدى المؤسسة العامة السورية للتأمين .
كما تقوم الشركة بإجراء دورات تدريبية للعاملين الجدد لديها سواء في دورات داخلية ضمن الشركة أو عن طريق إيفادهم للخارج لحضور دورات تخصصية في إعادة التأمين وذلك ضمن استراتيجية الشركة لرفع سوية كوادرها .
كما تصدر الشركة مجلة فصلية تخصصية تعنى بشؤون التأمين وإعادة التأمين  وهي " مجلة الرائد العربي " التي تصدر منذ عام 1983 حيث تساهم بدورها في نشر الثقافة التأمينية.

-    هل ترون أن مجلة الـتأمين والمعرفة قد ساهمت في نشر الوعي التأميني لدى المواطن السوري وإلى أي حد يلعب الإعلان دوراً في الترويج لشركات التأمين؟
تساهم مجلة التأمين والمعرفة بنشر الوعي التأميني عن طريق مواضيعها المتخصصة و التي تشرح فيها خدمات ومنتجات التأمين بشكل مبسط وتوضيح أهمية وفوائد التأمين للقارئ العادي وتمهد لتوجيه المواطن نحو شركات التأمين للإطلاع على منتجاتها وقراءة العقد التأميني بتمعن، كما تساهم إعلانات المجلة في لفت نظر المواطنين إلى الشركة المعلن عنها وتقدم موجزاً عن خدماتها وتحث على التواصل معها بصورة قد تؤدي إلى تحفيز المواطن وتشجيعه على التعاقد مع شركة التأمين .