يمكن أن يتسبب فقدانك، كربّ عمل،  لأكثر الموظفين لديك خبرة ومهارة بسبب العجز أو الوفاة في اضطراب في الإدارة وفي إنتاجية العمل وأن يكون له الأثر البالغ على نقاط رئيسية فيه. في مثل هذا الظرف يكون لوجود تأمين على "شخصية محورية" الأثر الكبير في تجنيب أعمالك الوقوع في مشاكل مالية جدية.

في هذه المقالة، سنلقي نظرة على ماهية التأمين على شخصية محورية أو رئيسية وكيفية استخدامه كوسيلة لحماية النمو المالي في الأعمال.

 التأمين على الشخصيات الرئيسية في الأعمال

الأعمال الناجحة تعني وجود موظفين مهرة وعلى مستوى عالٍ من القيمة، فهؤلاء الأكفاء يساهمون إلى حد كبير في نمو وتقدم الشركة، ولكن في حال فقدان أحدهم بسبب حادثة مؤسفة سيؤدي ذلك حتماً إلى زعزعة استقرار الشركة وإلى تعرضها لنكسات مالية ثقيلة. لهذا السبب تسعى العديد من الشركات لشراء بوليصة تأمين على حياة الموظف القيادي الذي ستؤدي خسارته إلى تعرض الشركة لآثار سلبية كبيرة.

وبما أن هذا النوع من التأمين يحمي مصالح الشركة في حال تعرض موظفيها البارزين للعجز أو للوفاة فإن بوليصة التأمين ستوفر للشركة مبالغ مالية تدفع إما نقداً أو بشكل أقساط شهرية يمكن أن تستخدمها الشركة فيما بعد في واحد من الأمور التالية:

• إيجاد وتوظيف وتدريب موظف بديل
• استعادة أرباح الشركة المتأثرة بغياب الموظف العاجز/المتوفى وبالأخص من خلال العملاء/الزبائن الذين كان لذلك الموظف الفضل في تعاملهم مع الشركة.
• سداد ديون الشركة أو التأكيد للمُقرضين على سلامة الوضعية المالية للشركة.

يمكن لهذا الشخص القيادي أن يكون مدير الإدارة، مبرمج كومبيوتر، تنفيذي أوحتى مالك الشركة نفسه. وبما أن الشركة هي مالكة البوليصة وهي التي تدفع أقساطها فإنها تصبح تبعاً لذلك المستفيد الوحيد في حال إصابة الموظف بعجز أو وفاته وبالتالي تقبض كل ما ينجم عن ذلك من مستحقات بالكامل. وبما أن الأمر كذلك فإن عائلة الموظف لن تتلقى أياً من هذه المستحقات لأن مالك البوليصة هو الشركة وليس الموظف. إن الأقساط التي تدفعها الشركة غير خاضعة للضريبة كما أن المستحقات الناجمة عن الوفاة معفاة من ضريبة دخل الشركات.

حجم الأعمال

يتناسب حجم التأمين مع حجم الأعمال ومع أية ديون أخرى مترتبة على الشركة للبنوك أو لمقرضين آخرين وكذلك مع الخسارة المالية التي قد تتحملها الشركة إلى حين إيجاد البديل المناسب عن الموظف المتوفى. تتراوح قيمة البوالص لهذا النوع من التأمين ما بين (50000) و (1) مليون دولار وأكثر اعتماداً على عدة عوامل وعلى متطلبات الشركة. أما أقساط التأمين فتختلف بحسب سن الموظف وحالته الصحية وتاريخها وأخيراً بحسب الهيكلية الحالية للشركة. وبالرغم أنه من المستحيل تقريباً تقدير القيمة الحقيقية للموظف المركزي والهام وكذلك تقدير خسائر الأرباح ونفقات إيجاد البديل والتعويضات إلا أن هناك العديد من الصيغ التي يلجأ إليها المحامون والمخططون في هذا المجال من أجل الوصول إلى أفضل التقديرات لحجم الخسارة ومن هذه الصيغ اتباع طريقة نفقات إيجاد البديل أو طريقة المساهمة في تحقيق الإيرادات وأخيراً طريقة احتساب مضاعفات الدخل ليتمكنوا من تحديد المبلغ المناسب لقيمة التغطية التي تحتاجها الشركة.

وبشكل مشابه، فقد تم تصميم التأمين ضد العجز من أجل حماية الشركة في حال إصابة الموظف الرئيسي بعجز نتيجة للمرض أو لإصابة ما. وهنا أيضاً تكون الشركة هي مالكة هذه البوليصة وهي التي تقوم بدفع أقساطها الشهرية للفترة المتبقية من البوليصة أو طيلة وجود الموظف بحالة عجز. وفي هذه الحالة تقوم الشركة باستخدام الدخل الشهري الذي يتم تحصيله من البوليصة في تغطية الأرباح المفقودة أو في الحصول على أو تدريب بديل عنه بصفة مؤقة أو دائمة.

في حال وفاة صاحب الشركة أو شريكه تبرز هناك حاجة لإيجاد مبالغ تكفي لشراء كامل حصته في الشركة من ممتلكاته. هنا يصبح التأمين على الشخص المحوري هو الوسيلة الأكثر فعالية في تمويل إعادة شراء الاتفاقيات وكذلك في عملية تخطيط سياسة التراتب في الشركة. لذا يجب أن تتضمن عمليات بيع/شراء الاتفاقيات تعليمات حول الخطوات الواجب اتباعها في حال وفاة حامل أسهم أو مالك شركة أو إصابته بعجز.

عند التخطيط لعملية التراتب في الشركة  أو لعملية الاستمرارية، يتم استثمار نسبة كبيرة من حصة مالك الشركة المتوفى أو من حصة الموظف الرئيسي ضمن الشركة نفسها. في مثل هذه الحالة يتم استخدام مبلغ التأمين على الحياة الذي يتم تحصيله في عملية تحويل ملكية الشركة إلى الورثة بصورة ناجحة دون التعرض لأي آثار سلبية يمكن أن تؤثر على ربحية الشركة وسيولتها النقدية.

عندما تتقدم شركة ما بطلب قرض لابد وأن يتلازم هذا الطلب مع وجود بوليصة تأمين على الشخص الرئيسي/المحوري كي تتمكن هذه الشركة فيما بعد من أن تغطي رصيد القرض من خلال المبالغ التي ستتقاضاها بعد وفاة الموظف المذكور أو صاحب الشركة ذاته. ولهذا تصر العديد من البنوك المقرضة والمؤسسات المالية عند إقراضها مؤسسة منشأة حديثاً على وجود مثل هذه البوليصة وخاصة بالنسبة لبعض أعضاء فريق الإدارة. وقد يطلب المقرضون أن تصدر بوالص التأمين باسمهم وبقيمة تعادل قيمة المبلغ الذي ستقترضه الشركة وفي حال وفاة المؤمن عليه يستطيعون استرداد ما تبقى من القرض من مبلغ التعويض مباشرة.

ليس من العدل أن يتم استغلال الموظفين الرئيسيين في الشركة دون مكافأتهم على مساهماتهم القيمة. ففي حال غياب الحوافز المالية المناسبة قد يسعى بعض هؤلاء لترك الشركة وتقديم خدماتهم الثمينة لشركات أخرى منافسة. لذا يجب على الشركات أن تحرص على إيجاد خطط تنفيذية للتعويض تقدم بموجبها الحوافز المالية كالمنح والمكافآت ودخلاً تقاعدياً إضافياً لهؤلاء الموظفين.

الخلاصة

إن تأسيس شركة ناجحة يتطلب تفرغاً تاماً وعملاً جاداً من قبل حفنة من الموظفين الموهوبين. وبغياب مثل هؤلاء الموظفين المميزين ستعاني هذه الشركة من الناحية المالية أو من ناحية الاستقرار وحتى على مستوى العلاقات. إن التأمين المناسب على شخصية رئيسية أو محورية في الشركة يصبح ضرورياً عند توظيف  موظف بديل وتدريبه  أو عند سداد ديون الشركة أو حتى عند شراء أسهم للشركة تسمح لها بالإمساك بزمام الأمور. بالإضافة إلى ذلك، يشكل هذا التأمين حافزاً قوياً للموظفين الموهوبين للبقاء في الشركة.

بالتأمين على الموظفين، يتمكن أصحاب الشركات من ضمان الصحة المالية لشركاتهم بطريقة أفضل