تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
التوعية التأمينية
من واجبك أن تفهم عقدك التأميني..

 

لكل واحد منا ، تقريباً ،عقد تأمين . فعندما تعطيك شركة التأمين بوليصة التأمين كل ما ستقوم به ، في العادة ، هو أن ترمق الكلمات المنمقة في البوليصة ثم تضعها مع بقية المستندات المالية فوق طاولة مكتبك . أليس كذلك ؟ ولكن إن كنت تنفق الآلاف من الدولارات على التأمين كل سنة ، ألا تعتقد أن عليك على الأقل أن تعرف ما ورد في تلك البوليصة ؟ لابد وأن لديك مستشار تأميني يساعدك في فهم الشروط المخادعة في بوليصة التأمين ولكن هذا لا ينفي الحاجة لأن تعرف أنت بنفسك ماهية تلك الشروط . في هذه المقالة سنسهّل عليك عملية قراءة العقد ومعرفة المبادىء الأساسية لعقود التأمين وكيف يتم تطبيقها في الحياة اليومية .

الأساسيات في عقد التأمين الجيد :

·       العرض والقبول :

·       أول ما ستفعله عندما تقرر شراء بوليصة تأمين هو أن تحصل على نموذج الطلب من إحدى شركات التأمين . وبعد أن تملأ هذا الطلب بالتفاصيل المطلوبة سترسله إلى شركة التأمين (في بعض الأحيان مع شيك القسط) . هذا سيكون بمثابة العرض منك للشركة التي قد تقبله أو ترفضه فإذا قبلته سيسمى هذا قبولاً . وفي بعض الأحيان قد تقبل شركة التأمين عرضك ولكن بعد إدخال تعديلات عليه (مثلاً مضاعفة القسط لأنك مدمن على التدخين)

·       العِوضْ : هو القسط أو الأقساط المستقبلية التي يجب عليك تسديدها لشركة التأمين ، وهو بالنسبة لشركة التأمين يدلُّ على المبلغ الذي ستدفعه لك شركة التأمين عند مقاضاتك لها . وهذا يعني أن على كل طرف من طرفي العقد إضفاء  قيمة على علاقته بالطرف الآخر .

·       الأهلية القانونية : يجب عليك أن تكون في وضع قانوني سليم يؤهلك للدخول في اتفاق مع شركات التأمين . ولكن إن كنت قاصراً أو مريض عقلياً ، فلن تكون مؤهلاً لإبرام العقود . ومن جهة أخرى تعتبر شركات التأمين مؤهلة عندما تكون قد حصلت على ترخيص نظامي بموجب الأنظمة السائدة التي تحكمها .

·       الهدف القانوني : سيعتبر عقدك غير صالح إن كان الهدف منه تشجيع النشاطات غير القانونية .

جِدْ القيمة في عقود التعويض :  تعتبر معظم عقود التأمين عقود تعويض . وعقود التعويض هذه تنطبق على التأمين الذي يمكن من خلاله قياس الخسارة المحققة بالمال .

مبدأ التعويض : ويعني أن شركة التأمين لن تدفع أكثر من قيمة الخسارة الفعلية . فالهدف من عقد التأمين هو الإبقاء عليك في نفس الوضع المالي الذي كنت عليه مباشرة قبل وقوع الحادثة  التي ستؤدي فيما بعد لمطالبتك بالتعويض . فعندما تُسرق سيارتك الشيفرولية القديمة مثلاً لا يمكنك أن تتوقع استبدالها من قبل شركة التأمين بأخرى حديثة من طراز مرسيدس . بمعنى آخر سيتم التعويض عليك بنفس المبلغ الذي كنت قد أمّنت سيارتك به .

عوامل إضافية : هناك عدة عوامل أخرى في عقدك التأميني يجب عليك أخذها في الاعتبار بما في ذلك الـتأمين الناقص ، وفقرات أخرى كالخسارة المهدرة التي تخلق ظروفاً لايتم من خلالها التعويض بالقيمة الكاملة على  الشيء المؤمَّن عليه .

التأمين الناقص  : في الأغلب ، وعندما ترغب في التوفير في القسط ، يمكن  أن تلجأ للتأمين على منزلك بمبلغ (80000) دولار ، بينما تكون القيمة الحقيقية للمنزل (100000 ) دولار. وبالتالي وعند حصول خسارة جزئية للمنزل ستقوم شركة التأمين بتعويضك بجزء من مبلغ الـ (80000) دولار وهذا سيضطرك بطبيعة الحال للجوء إلى مدخراتك للتعويض عن كامل خسارتك . وهذا يسمى " التأمين الناقص " وعليك أن تتجنبه قدر الإمكان .

التحمّل : لجأت شركات التأمين ، في محاولة منها لتجنب المطالبات غير ذات القيمة ، إلى إيجاد شروط أخرى تتعلق بالتحمّل (وهي النسبة التي يجب أن تتجاوزها الخسارة ليتم دفع التعويض) . وعلى سبيل المثال : قمت بالتأمين على سيارتك ضد  الخسارة التي تتجاوز مبلغ (5000) دولار ، وبعد ذلك تعرضت السيارة لحادث بلغت خسارته  (7000) دولار ، هنا ستدفع لك الشركة كامل التعويض أي (7000) دولار لأن الخسارة تجاوزت مبلغ (5000) دولار . ولكن إن بلغ مبلغ الخسارة (3000) دولار فقط فلن تدفع لك الشركة بنساً واحداً وعليك أن تتحمل كامل الخسارة بنفسك . بالاختصار ، لن تقبل شركات التأمين أية مطالبات بالتعويض ما لم تتجاوز قيمة الخسارة الحد الأدنى من المبلغ الذي وافقت عليه أساساً .

لا يمكن النظر إلى جميع عقود التأمين على أنها بالضرورة عقود تعويض . فعقود التأمين على الحياة وأغلب العقود الأخرى ليست كذلك . يمكنك شراء عقد تأمين على الحياة بمبلغ مليون دولار ، ولكن هل يعني هذا أن حياتك تساوي هذا المبلغ ؟ وبما أنه لا يمكنك احتساب القيمة التي تساويها حياتك فعلاً أو أن تضع سعراً لها فلا يعتبر إذن هذا العقد تعويضياً .

المصلحة التأمينية : هي حقك في التأمين على أية ملكية أو أية حادثة يمكن أن تنجم عنها خسارة مادية لك أو تشكل لك مسؤولية قانونية .

لنفترض أنك تقيم في منزل عمك وتتقدم بطلب تأمين خاص بملاّك المنازل اعتقاداً منك بأنك سترث المنزل لاحقاً . طبعاً سترفض شركات التأمين طلبك هذا لأنك لست المالك الفعلي للمنزل وبالتالي لست من سيتحمل الخسارة فيما لو حدثت لهذا المنزل حادثة .

ويدل هذا المثل على أن التأمين لا يتم على المنزل أو السيارة أو على أية آلية أخرى بل على القيمة المالية لذلك المنزل ، السيارة أو الآلية .

ومن مبادىء المصلحة التأمينية ايضاً السماح للزوجين بالحصول على بوالص تأمين على حياتهما كون أحدهما سيتحمل خسارة مادية في حال وفاة الآخر . كما تتواجد المصلحة التأمينية أيضاً في بعض إجراءات العمل وخاصة ما بين الدائن والمدين وبين الشركاء أو ما بين أرباب العمل والموظفين .

مبدأ الحُلول : ويعني حلول شركة التأمين محل الشخص المؤمِّن لديها في مطالبة طرف ثالث تسبب في إحداث خسارة لذلك المؤمِّن وذلك باستخدام كافة الوسائل بهدف استعادة بعض المال الذي كانت قد دفعته للمؤمِّن نتيجة لتلك الخسارة .

وكمثال على ذلك ، إن تعرضت للأذى بسبب حادثة طرق تسبب بها شخص أرعن بالقيادة فمن الطبيعي أن تقوم شركة التأمين بالتعويض عليك ، ولكنها ستطالب ذلك الشخص الأرعن برد ما دفعته لك .

مبدأ حسن النية : تعتمد جميع عقود التأمين على هذا المبدأ الذي يؤكد على وجود نية حسنة متبادلة بين المؤمِّن والمؤمَّن له . وبشكل أبسط ، إن تقدمت بطلب للتأمين على حياتك أصبح من واجبك إعلام شركة التأمين بتاريخك المرضي السابق . وبالمقابل لا يمكن لشركة التأمين أن تخفي عنك أية معلومات تتعلق بالتغطية التي تؤمنها لك البوليصة التي ستبيعها لك .

مبدأ الإذعان : ومعناه أنه يجب عليك قبول عقد التأمين بكامله وبكل مفرداته وشروطه دون أية مساومة . وبما أنه لا توجد أمام المؤمِّن أية فرصة لتعديل الشروط تصبح شركات التأمين المستفيدة الوحيدة من الغموض الذي قد يكتنف بعض تلك الشروط .

الخاتمة

عندما نقوم بشراء عقد تأمين يعتمد أكثرنا على النصائح التي يقدمها مستشارو التأمين بدءاً من كيفية اختيارنا للبوليصة وانتهاءاً بكيفية تعبئة نماذج الطلبات . ويتجنب أكثر الناس عادة الدخول في متاهات الشروط المملة لعقود التأمين ولكن من الأجدى والأصح أن تتم مراجعة تلك الكلمات والمصطلحات التي ندفع مقابلها المال .