هل تعلم بوجود سجل علامات لك لدى شركة التأمين؟ الكثير من الناس لا يدركون ذلك إلا بعد أن يتلقون من الشركة إشعاراًً (عدائياً) بالبريد يفيدهم بأنه في ضوء سجلاتهم لدى الشركة لم يعودوا مؤهلين للحصول على أسعار مخفضة. وحتى نفسر لك معنى ذلك كله سنشرح فيما بعد ماهية هذا السجل، كيف يتم احتساب النقاط فيه وبعض الأمور الأخرى التي ستساعدك في تحسينه.
الغموض
في حال استلامك لإشعار من هذا النوع ورغبتك في معرفة السبب الكامن وراء تدني سجلك لدى الشركة تحتاج لجهد ومثابرة قد لا يرغب الكثير من الناس ببذلهما لمعرفة ذلك السبب.
المغامرة تبدأ باتباعك للتعليمات الواردة في الإشعار الذي استلمته والتي يُطلب فيها منك الاتصال بالرقم 1-800 كي تستلم نسخة مجانية من تقرير عن نقاط مصداقيتك يكون له التأثير الواضح على سجلك. وقد تضطر للانتظار لعدة أسابيع قبل أن يأتيك الجواب بالموافقة مرفق باستمارة يُطلب فيها إثبات مفصل لهويتك بما في ذلك صور عن رخصة القيادة ورقم الضمان الاجتماعي ومعلومات عن تأمينك.
إن قمت باستكمال المطلوب وكانت لديك الشجاعة لإعادة الاستمارة بالبريد فالجواب الذي ستتلقاه سيكون وبكل بساطة هو تقدير لمصداقيتك دون الإشارة من قريب أو بعيد لسجل نقاطك. ومع ذلك إن رغبت بمزيد من الاستفسار عن تلك النقاط لدى الوكالة المتخصصة بهذا المجال ستجيبك تلك الوكالة بأن سجل نقاطك يحتوي على معلومات تم استخدامها في احتساب سجلك التأميني إلا أنها، أي الوكالة، ليست في موقع يمكنها من الوصول إلى ذلك السجل.
إن أصريت على الحصول على ما تريده من معلومات وقمت بالاتصال بشركة التأمين ستقول لك إن 99% من زبائنها غير مؤهلين للحصول على أقل الأسعار المخفضة وإنك إن أردت أن تكون مؤهلاً لذلك يجب أن يكون رصيد مصداقيتك مثالياً. وبمعنى آخر، حتى ولو كان سجلك لدى شركات بطاقات الائتمان نظيفاً، ومنزلك ملكك بالكامل ولست مديناً لأحد فلن يكون سجلك نقاطك التأميني كافياً لجعلك مؤهلاً للحصول على أدنى الأسعار. إذن ما هو سجل النقاط التأميني الغامض وما هو السبب في وجوده والهدف منه؟
ما هو وكيف يتم احتسابه؟.
سجل النقاط التأميني هو الطريقة التي يتم موجبها التنبؤ باحتمال قيام المؤمن عليه برفع مطالبة ويعتمد على تحليل تقدير المصداقية لكل زبون حيث تختلف طريقة التقدير هذه ما بين شركة تأمين وأخرى. وتعتمد الكثير من الشركات على صيغة الملكية الشخصية في احتساب هذا السجل حيث تشمل العوامل المستخدمة لهذا الغرض على الديون المترتبة على الزبون، طول فترة السداد، تاريخ سداد الديون و مبلغ الديون المدورة مقابل مبلغ الديون المسددة والقروض وميزان الحسابات الشهري.
وعلى غير ما يتم استخدامه في طريقة تقدير المصداقية التي تعتمد على المعلومات المالية الشخصية في تحديد قدرتك على سداد الديون، لا تأخذ حسابات سجل النقاط التأميني في اعتبارها دخلك الشهري. وهذا الاستبعاد يشير إلى أنه من المحتمل أن تتعرض للجزاء بسبب اقتراضك مبلغاً كبيراً من المال أو لاستخدام بطاقتك الائتمانية في عمليات شراء أو سحب كبيرة شهرياً حتى ولو كان دخلك أكثر من كافٍ لسداد تلك الالتزامات.
المنطق
تبرر شركات التأمين لجوءها لاستخدام سجل النقاط التأميني بإشارتها إلى دراسات أجريت وأكدت وجود علاقة إيجابية متداخلة بين نقاط المصداقية والمطالبات التأمينية. ويبدو هذا أمراً منطقياً إلى حد ما. وعلى سبيل المثال، إن أخذنا حوادث المرور البسيطة بعين الاعتبار نجد أنه من المعقول الجدل بأن الأشخاص ذوي سجل المصداقية الضعيف هم الأكثر احتمالاً في التقدم بمطالبات من شركات التأمين لمجرد أنهم لا يملكون المال الكافي لإصلاح الأضرار التي تلحق بالسيارة.
بطبيعة الحال، إن نظرنا إلى المنطق من وجود سجل النقاط التأميني فمن الأفضل أن ننظر إليه من المنظور العملي أيضاً: فالسجل في نظر الشركات يعتبر عملية مربحة تماماً خاصة لعدم وجود من هو مؤهل للحصول على أرخص الأسعار. تذكر أن أقساط التأمين بالنسبة لشركات التأمين هي عبارة عن جدول من العائدات لا يتوقف وهذا النوع من السجلات يبرر للشركات زيادة قيمة أقساطها.
كيف يمكنك التخفيض ما أمكن من أثر ذلك على محفظتك؟
إن سجل النقاط المثالي في أعين شركات التأمين يتمثل في الزبون الذي يكون خطر تقدمه بمطالبة لشركة التأمين في حدوده الدنيا. لذلك كلما قلت نسبة هذا الخطر كلما تحسن مستوى السجل. فسجل المصداقية الجيد يمكن أن يكون له الأثر الكبير على قسطك التأميني لدرجة أنه يمكن، على سبيل المثال، إن كان في سجلك المروري ما يعيبه ولكن سجل مصداقيتك جيد أن تدفع أقساط تأمين لسيارتك أقل مما سيدفعه سائق آخر لديه سجل مروري مثالي إلا أن مصداقيته لدى الشركة سيئة. لذا عليك أن تضع في اعتبارك أن سجل نقاطك التأميني ليس هو العامل الوحيد الذي يحدد قسطك التأميني.
وبما أنه ليس من المحتمل أن يكون سجل نقاطك التأميني مثالياً توجد هناك بعض الخطوات اليسيرة التي يمكنك إتباعها لتحسين سجلك. من هذه الخطوات قيامك بتسديد فواتيرك في وقتها المحدد وأن تقلل من عدد بطاقات الائتمان.
إلا أن تسديدك للفواتير في أوقاتها ليس كافياً: فكما ذكرنا في السابق فإن سجل نقاطك يتأثر سلياً وإلى حد كبير إن أسرفت في استخدام بطاقاتك الائتمانية حتى ولو قمت بتسديد الفواتير بكاملها كل شهر. لذا إن أردت تحسين سجلك عليك بالإقلال ما أمكن من استخدام تلك البطاقات لأنه ليس من المعقول لأي واحد منا أن يتوقف نهائياً عن استخدام بطاقاته ولكن توجد طرق عديدة لضغط النفقات.
بعد كل ما سبق ذكره، إن كان هدفك هو الاحتفاظ تأمينياً بسجل نقاط مثالي تأكد من أن الأمر يستحق منك أن تغير طرق إنفاقك المالي. فتوقفك مثلاً عن استخدام بطاقات الائتمان سيعني ترددك المستمر على كوى الصراف الآلي وما يترتب على ذلك من هدر للوقت وعلى تحمل نفقات إضافية مقارنة مع الدين الناجم عن استخدامك للبطاقة. كما ويمكن أن تضطر للتوقف عن عقد صفقات عن طريق الإنترنيت (والتي تتم في الأغلب باستخدام بطاقات الائتمان). وأخيراً عليك أن ترفض المزايا التي قد تعرضها عليك الشركة التي زودتك ببطاقة الائتمان والتي قد يكون منها السفر وتجميع النقاط وغير ذلك.
إن استخدام سجل المصداقية في تحديد أقساط التأمين أمر يُرعب الكثير من المستهلكين وخاصة أولئك الذين لم يتقدموا بأية مطالبة في السابق ومع ذلك لم يتأهلوا للحصول على الأسعار المخفضة. ولسوء الحظ فإن العمل بنظام النقاط أمر معمول به من قبل مختلف شركات التأمين على مستوى الأمة. ولقد ذكرت شركة إيراي للتأمين على موقعها على الإنترنيت في معرض تفسيرها لنظام النقاط كيف أن 90% من شركات التأمين تلجأ إليه بطريقة أو بأخرى وهناك دراسات أخرى تعطي نسبة أعلى من هذه بكثير. إن وضعنا ذلك كله في الاعتبار نجد أن أفضل طريقة لتخفيض قيمة القسط التأميني هو بالمحافظة على مستوى عالٍ من المصداقية. وعندما يتعلق الأمر بالتعامل مع سجل مصداقيتك عليك الالتزام بأقصى درجات الحذر والحيطة كما لو أنك تقود سيارتك – فعندما تشعر بالمسؤولية تجاه هذين الأمرين ستتمكن عندها من تحقيق وفر كبير في أقساط التأمين.