غالباً ما يفكر من يسعى للحصول على تأمين رعاية صحية طويل الأجل بالكلفة التي ستترتب على هذه الخدمة عند الحاجة إليها، وفي العادة سيصابون بصدمة حقيقية. فوفقاً لمؤسسة جينوورث المالية Genworth Financial, Inc. التي تبيع مثل هذا النوع من التأمين، تبلغ الكلفة المتوسطة لغرفة شبه خصوصية في دار رعاية صحية في الولايات المتحدة الأمريكية (77000) دولار في السنة.
يعتبر هذا التأمين، بالنسبة للكبار في السن، خياراً يستحق الدراسة، ولكنه بالنسبة للأثرياء وأصحاب الدخول المرتفعة قد لا يكون ذو أهمية نظراً لقدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية الخاصة بهم أو أن يكونوا مؤهلين للحصول على الرعاية الطبية الكاملة. أما بالنسبة للأشخاص الذين هم في الوسط بين هاتين الفئتين فإن المقارنة بين إيجابيات وسلبيات هذا التأمين تعتبر ممارسة مفيدة لهم.
إن توصلتَ إلى قناعة بأن تأمين الرعاية الصحية طويل الأجل مقبول لديك يصبح عامل التوقيت بالنسبة إليك هاماً جداً. فالذين يتأخرون في التوقيع على البوليصة قد يجدون أنفسهم مثقلين بالأقساط العالية أو الأسوأ من ذلك قد يجدون أنفسهم وقد أصبحوا غير مؤهلين للحصول على البوليصة . ومن جهة أخرى، قد يؤدي توقيعك المبكر جداً على البوليصة إلى اضطرارك لدفع أقساط ولسنوات عديدة قبل أن تصبح محتاجاً للرعاية الصحية.
يوصي الاتحاد الأمريكي للتأمين طويل الأجل على الرعاية الصحية بأن يقوم الأفراد بالحصول على تلك البوليصة في منتصف الخمسينيات من أعمارهم. وقد يبدو هذا مبكراً إذا ما أخذنا في الاعتبار الحجم الهائل من المطالبات التي ستترتب على وصول هؤلاء الأفراد إلى السبعين أو الثمانين من أعمارهم. ومع ذلك يرى هذا الاتحاد أن من يعش حتى ذلك التاريخ قد لا يصبح مؤهلاً أصلاً للرعاية خاصة في حال تدهور حالته الصحية.
وبينما يمنع قانون الرعاية شركات لتأمين الصحي التقليدية من استبعاد المستفيدين بسبب أوضاعهم الصحية قبل التأمين، إلا أن هذا القانون لا يشمل بوالص تأمين الرعاية الصحية طويل الأجل. ففي الوقت الذي يصبح فيه الأفراد بحاجة لمن يساعدهم في أداء نشاطاتهم اليومية كاللباس والاستحمام أو يصابون بمرض الإلزهايمر أو الباركنسون، سيصبحون عندها عرضة لدفع أقساط مرتفعة أو لاحتمال رفض طلباتهم من الأساس. ووفقاً للاتحاد الأمريكي سالف الذكر فإنه يتم رفض قبول طلبات حوالي 23% تقريباً ممن هم في الستين من أعمارهم بينما ترفض طلبات 14% فقط ممن هم في الخمسين.
تزايد الأقساط
السبب الآخر في وجوب توقع ما قد يترافق مع هذا النوع من التأمين هو أنه يتماشى مع السن. ففي كل مرة يحتفل فيها شخص في الخمسين من عمره بعيد ميلاده سيعني ذلك ازدياد القسط السنوي الذي يدفعه بمعدل 2% إلى 4%. وبمجرد وصول هذا الشخص إلى الستين من عمره سيرتفع القسط السنوي بنسبة 6 إلى 8% لكل سنة من سني العمر,
وللحصول على نفس قيمة التغطية، يمكن لمن ينتظر وصوله إلى (65) سنة من العمر أن يشتري بوليصة تأمين ويدفع أقساطاً أكثر بمرتين من تلك التي يدفعها شخص آخر كان قد اشترى البوليصة وهو في الخامسة والخمسين من عمره. وإن كان المستهلك كغيره من معظم الأمريكيين الآخرين، فلن يتقدم بمطالة قبل وصوله إلى سن الثمانين. إن شراء بوليصة في سن الخامسة والخمسين يمكن أن يوفر مبلغاً لا بأس به على المدى البعيد مع أن ذلك يعني دفع أقساط لعشر سنوات إضافية.
أخذ الحماية من التضخم في الاعتبار
إن قمت بشراء البوليصة وأنت في منتصف الخمسينات من عمرك فإن احتمال دفعك لأقساط لمدة جيلين كاملين قائم وذلك قبل أن تتقدم بمطالبة. ولكن، وبسبب التضخم، فلن تكون قيمة التغطية التي تشتريها هي ذاتها كما هي عليه اليوم.
لنأخذ في الاعتبار شخصاً كان قد اشترى بوليصة بمبلغ 150.000 دولار ولم يحتاجها لمدة عشرين سنة. هذا الشخص سيحصل على 83.000 دولار فقط كتغطية وذلك إن كان معدل الزيادة السنوية على كلفة الرعاية الصحية 3%.
ولحسن الحظ، فإن العديد من البوالص هذا اليوم تشتمل على الحماية من التضخم بحيث تزداد كمية المزايا والفوائد سنوياً إما بمبلغ ثابت أو بشكل مركب بنسبة محددة سنوياً. وبطبيعة الحال حصولك على هذه الميزة الإضافية يعني اضطرارك لدفع قسط أعلى، ولكن إن لم تكن مهتماً إلا بأقل مستوى ممكن من الحماية عند بلوغك سناً متقدمة، يمكنك عندها أن تعتبر هذا الاختيار مخاطرة تستحق أن تعمل بها.
الخلاصة
إن توصلت إلى قرار بأن تأمين الرعاية الصحية طويل الأجل هو أفضل طريقة تضمن فيها رعايتك الصحية في المستقبل، فهناك عدة مزايا ستغريك بشراء البوليصة قبل بلوغك الستين من العمر. وهذا الموضوع لا ينحصر بزيادة فرصك في قبول طلبك فقط ولكن أيضاً يعني استفادتك من معدل أقساط أقل في أغلب الحالات.
ضع في اعتبارك أن وضعك الصحي قبل شرائك للبوليصة يمكن أن يؤثر على قدرتك في الحصول على تغطية وعلى كلفة تلك التغطية أيضاً.