يمكننا تعريف علم المال السلوكي بأنه : علم جديد نسبياً يعمل على الدمج بين النظرية النفسية السلوكية و الإدراكية وبين النظريات الاقتصادية والمالية التقليدية ، لإعطاء توضيح عن تصرفات الناس غير العقلانية ، عن طريق استخدام نظريات علم النفس لتحليل وتفسير الظواهر الشاذة بسوق الأوراق المالية وبقرارات المستثمرين.
علم نفس المخاطر ( the psychology of risk ) :
إن عملية إدارة المخاطر هي جانب هام للاستثمار ولكن طرق إدارة المخاطر تتأثر غالباً بعلم النفس ، حيث تم النظر بطريقة واضحة وصريحة لتطبيقات علم النفس في مجال إدارة المخاطر، ولعل أوضح تلميح للنزعات السلوكية التي تعزز المالية السلوكية هي تلك التي تتميز بتضخيم الثقة بالذات والمبالغة بالتفاؤل والتي يمكن أن تدفع الأفراد إلى الاستخفاف بالمخاطر .
هذا ويمكن لطرق إدراك المخاطر أن تتأثر بجوانب عرض الحالة ، حيث أن الطريقة التي تعرض بها الحالة على المستثمر تؤثر في مدى إدراكه للمخاطر المرافقة للفرصة الاستثمارية .
وهناك أيضاً فكرة المخاطرة التي تأتي على شكل عواطف ، حيث أن الاعتراف الفكري بالمخاطرة لن يكفي للتحفيز على القيام بفعل دون استجابة عاطفية ( أو مؤثرة )على المخاطرة ،وبالمقابل فإن بعض المخاطر التي تكون سخيفة للغاية عند دراستها على المستوى الفكري يمكن أن تحفز على القيام بفعل ما إذا تمكنت تلك المخاطر بطريقة أو بأخرى من تكوين الاستجابة المؤثرة ، وكمثال على ذلك نذكر الأحداث التي فيها نسبة الاحتمالية والتي تشتمل على عنصر مرعب كالكارثة التي يمكن أن تقع في محطة توليد الطاقة النووية .
الحساب العقلي :
وهو مفهوم يتعلق بطريقة تصرف الأفراد في ثرواتهم إذ تختلف هذه المعاملة حسب طريقة تحصيلها ، فهم يقومون بإنشاء أرصدة عقلية يتم تسييرها بشكل مستقل كما أن لكل منها هدف مستقل، ولهذا يتم إهمال الارتباط الذي قد يوجد بين الأوراق المالية المكونة للمحفظة ، وهذا السلوك يتماشى تماماً مع ملاحظة كل من فريدمان وسافاج ( FRIDEMAN & SAVAGE ,1948) حيث لاحظا قيام الأفراد بشراء عقود التأمين ، وفي الوقت ذاته المقامرة بشراء أوراق يا نصيب ،فعقد التأمين ينتمي إلى الحساب الذي يهدف إلى ضمان حد أدنى من الثروة في حين أن ورقة اليانصيب تنتمي إلى الحساب الذي يهدف إلى الاغتناء وتحقيق مستوى مرتفع من الثروة .
رامز جواد علي
ماجستير اقتصاد-علوم مالية