تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
أخبار التأمين

فركوح: على الشركات إدراك خطورة الأمر عليها سريعاً!
مازال تكسير الأسعار إلى ما دون الحدود الطبيعية وإلى الدرجة التي تصبح فيه بوليصة التأمين نفسها خطراً يواجه المساهمين في شركات التأمين قبل غيرهم، مازال اللعبة الأخطر في قطاع التأمين السوري.

وعلى الرغم من أننا كنا شاهدين على أكثر من اتفاق "جنتل مان" كما يقولون بين مديري ورؤساء مجالس إدارات الشركات خلال اجتماع الهيئة العامة للاتحاد السوري لشركات التأمين إلا أن تكسير الأسعار والوصول بها إلى نسب لا يمكن عندها المنافسة سعرياًً؛ بات بحاجة ليس إلى اتفاق "جنتل مان" لحله بل لقرار صارم يُلزم إدارات شركات التأمين بالتوقف عنده، وخاصة أن ذلك يؤذي الشركات ومساهميها أولاً كبارهم وصغارهم، لأن بوليصة التأمين تصبح هشة لحاملها إن لم يكن بمستوى الذكاء الذي يؤهله للتعامل بقوة مع شركات التأمين التي ستجد نفسها مضطرة للتأرجح في صرف البوليصة التي أخذتها بعمولة أقل ما يُقال عنها أنها "تافهة".

في الاجتماع الأخير لمجلس إدارة الاتحاد السوري لشركات التأمين أثار مديرشركة الاتحاد التعاوني بدري فركوح موضوع تكسير الأسعار، داعياً مجلس الإدارة باعتباره عضواً فيه إلى الوقوف في وجه بعض ممارسات كسر الأسعار ليس في قطاع السيارات فحسب، وإنما في كل فروع التأمين إلى درجة أصبح الأمر فيها ظاهرة ولابد من العمل على معالجتها نظراً للآثار السلبية التي يمكن أن تطول القطاع كله.

فركوح أكد أنه على شركات التأمين التطلع إلى هذا الأمر بكثير من الاهتمام لكونه يهم مصالحها أولاً، لأن سياسة تكسير الأسعار إلى حدود غير منطقية يمكن أن تُخسر الشركات مستقبلاً، لذلك لابد من النظر إلى الأمر بكثير من الجدية، داعياً في هذا السياق إلى مناقشة ما يحصل في سوق التأمين من تراخٍ في نسب العمولات إلى حدود غير منطقية وغير معقولة.

فركوح طالب الجهات الوصائية أيضاً بالاهتمام بالأمر ولكن هذه المرة حفاظاً على مصالح صغار المساهمين، وبناءً عليه يمكن أن يتعاون الاتحاد مع هيئة الإشراف على التأمين من أجل الدعوة مبدئياً إلى اجتماع لرؤساء مجالس الإدارات ومديري الشركات من أجل مناقشة الأمر، لأنه ليس من المنطق أن تتم الإساءة إلى سوق التأمين بهذا الشكل، وليس من المنطق أن تكون العروض المقدمة من بعض الشركات غير مبنية على أسس اقتصادية تأخذ مصلحة الشركة أولاً فكيف يمكن إذاً تأمين مصلحة المؤمِّن، داعياً إلى الالتزام بأدبيات المهنة ومن ثم لابد من العودة ربما إلى اتفاق "جنتل مان" بين جميع شركات التأمين من أجل ضمان نمو متوازن لسوق التأمين السوري، وذلك بضمان الحدود الدنيا من الالتزام بأخلاقيات المهنة.

حديث فركوح لاقى ترحيباً من مجلس إدارة الاتحاد الذي دعا رئيسه سليمان الحسن إلى مخاطبة هيئة الإشراف على التأمين والسعي معها من أجل القيام بخطوة يمكن أن تفضي مبدئياً إلى جلسة طاولة مستديرة بين مديري ورؤساء مجالس إدارة شركات التأمين وهيئة الإشراف على التأمين والاتحاد السوري لشركات التأمين، من أجل مناقشة الأمر الذي يبدو مهماً جداً ولا يجوز تجاهله إطلاقاً، وإلا فإن الميزانيات الخاسرة الآن لن تكون رابحة في المستقبل، بل ستُخسر المساهمين بكل تأكيد لاحقاً عندما ينكشف حجم الدعاوي الكبير الذي لا تدخله الشركات في ميزانياتها.