قالت هيئة الإشراف على التأمين أن أغلب شركات التأمين العاملة في السوق ، أصبحت تعي أهمية إدارة المخاطر فيها ، ولهذه الغاية فقد أحدثت هذه الشركات مديريات خاصة بإدارة المخاطر وتعيين على رأسها موظفين أكفاء لإدارة هذه العملية .
اجتماعات دورية
هيئة الإشراف أكدت أيضا أن اجتماعات دورية لمدراء المخاطر أصبحت تقوم في الهيئة بالتنسيق مع مديرية المخاطر والدراسات بالهيئة وذلك لتفعيل هذا العمل الحساس والدقيق في صناعة التأمين ، والمرتبط بكافة النواحي المالية والإدارية والفنية لعمل شركات التأمين ، وبالأخص ما يتعلق بمخاطر الحوكمة والعلاقات داخل الشركة وإدارتها وتوزع المسؤوليات والمهام بين مختلف الجهات المعنية بالشركة . إضافة إلى مخاطر القوى العاملة من حيث عقود التوظيف والإخلال بقوانين العمل والأمن والسلامة ،ودوران اليد العاملة وخسارة العاملين ذوي الكفاءة العالية .
لا التزام
وبرأي هيئة الإشراف فإن هذه المخاطر ترتبط بعدم الالتزام بالتشريعات والقرارات الحكومية الناظمة لعمل سوق التأمين إضافة إلى عدم الالتزام بأنظمة الشركة ولوائحها الداخلية .
إضافة إلى مخاطر السمعة التي تهدد قدرة الشركة على إقامة وتوطيد علاقتها بالمؤمّن لهم والجهات الأخرى أو قدرتها على تقديم خدمات جديدة والتي تنتج عن إهمال دور العلاقات العامة والتسويق المدروس لمنتجات الشركة وتوجيه بعض الانتقادات ونشر أخبار سلبية ضد الشركة من قبل المتنافسين في وسائل الإعلام وغياب خطة إعلانية وإعلامية ملائمة .
محددات
هذه المخاطر تنتج عن عدم تقيد الموظفين باللوائح الداخلية والمالية والالتزام بالمسؤوليات المنوطة بهم وتعيين مدراء تنفيذيين لا يتمتعون بالخبرة ولا بالمؤهلات الكافية لمزاولة المهنة وحمل مسؤوليات الإدارة ،إضافة إلى تجاوز بعض الموظفين صلاحيات التوقيع على الوثائق والمطالبات و إشعارات الدفع ، وعدم التزامهم بالتشريعات وإبرامهم عقود بشكل غير صحيح وبدون دراسة كافية للمخاطر أو عدم الوفاء بتنفيذ بنود هذه العقود إن ما يشعر الهيئة بالخطر هو عدم التزام شركات التأمين بقوانين الضريبة أو الرسوم الحكومية وقوانين العمل وعدم الوفاء بالالتزامات المالية المستحقة على الشركة، و إهمال دور العلاقات العامة و التسويق المدروس لمنتجات الشركة .
توحيد المخاطر
وعلى مستوى شركات التأمين العاملة أن إدارة المخاطر تعمل على تقدير جميع الأخطار لتلافي أي مشكلة في أي قسم من الشركة ، ممكن أن تتضارب مع مصالح أقسام أخرى ، والفكرة هي معالجة الخطر في الشركة من كافة وجهات النظر.
إذا أردنا تطوير منتجات تأمينية معينة مثلاً فيكون من مصلحة قسم المبيعات أن تكون الأسعار أرخص ، لكن ذلك قد يسيء إلى قسم الإكتتاب ، والذي يحاول دراسة السعر و مقابلته مع الخطر المحتمل.
وقد يكون الإعتراض على الطريقة المقدمة ، وقد يطرح أيضاً قسم المبيعات البيع بالتقسيط ، وقد يتعارض هذا الطرح مع القسم المالي.
دور مركزي
لذلك يأتي هنا الدور المركزي لإدارة المخاطر في الشركة التي تدرس كل المشاكل ، وتلجأ إلى التطوير بما يتناسب مع كل الإمكانيات الموجودة أو مع الموظفين.
إذاً قد تكون الأفكار جميلة بالمطلق لكنها صعبة التطبيق على الأرض ، لذلك نحتاج الى ردها الى كل الموضوع الأشمل .
لذلك فان إدارة المخاطر تعطي نظرة شمولية لتقديم خطوات عمل صحيحة الى الأمام .
لا شخصة بالعمل
بالإضافة لذلك فإن آلية إدارة المخاطر لا تعتمد على شخص بعينه ، إنما على مجموعة لجان لدراسة مختلف الأفكار ، وقد يتم طرح/10/ أفكار في وقت واحد حول مسألة واحدة ، لذلك من الضروري أن تدرسها الشركة بالمجمل .
كما أن تقدير الخطر في مواقف معينة قد يعتمد على خبير خارجي ذو كفاءة عالية لتقدير هذه الأخطار والمسألة بالنهاية مرتبطة بالمصلحة العليا للشركة ، فنجد اليوم أن بعض الشركات طرحت منتج تأمين أخطار الحروب وبالطبع تقول هنا إدارة المخاطر أن الشركة ممكن أن تتحمل هذا الخطر وممكن أن يباع، وقد تقول شركات أخرى أن هذا المنتج غير بيّاع وقد يوقع الشركة بخسارات محتملة.
العلاج
ولمعالجة هذه المشاكل والسير بالطريق السليم ترى هيئة الإشراف انه من الضروري تزويد الهيئة بنظام الرقابة الداخلية الخاص بكل شركة والتعديلات التي تطرأ عليه و تفعيل دور إدارة التدقيق الداخلي في كل شركة وتقديم التقارير بشكل دوري , إضافة إلى الالتزام باللوائح الداخلية والمالية المعتمدة من قبل مجلس الإدارة إضافة إلى تحديد المسؤوليات القانونية لأعضاء مجلس الإدارة والمدرين التنفيذيين , وتأهيل الصف الثاني من المدراء بالشكل الذي يسمح بملء الشواغر وإعداد دورات تدريبية للمدراء بشكل دوري .
تقارير شهرية
ومن الضرورة بمطالب على شركة التأمين توزيع الصلاحيات والمسؤوليات المالية في الشركة بشكل مكتوب وواضح , وإعداد تقارير شهرية بمدى الالتزام بالتشريعات والأنظمة ,وملاحقة تنفيذ الأحكام القضائية.
ومن المسائل التي تتعلق بحماية المؤمن له التأكد من قيامه بتعبئة طلب التأمين بالكامل وتوقيعه , وأن تكون الأسئلة واضحة وشاملة عن موضوع التأمين وأن تصاغ الأسئلة بأكبر قدر يحقق الشفافية , والتأكد من تغطية الخسارة ضمن شروط وثيقة التأمين ومن الضرورة طلب الاستشارات الضريبية بشكل سنوي , وإعداد تقرير شهري بالدائنية, وإعداد برامج تسويقية بشكل واضح وبتواريخ محددة .والتواصل مع وسائل الإعلام بآلية واضحة و محددة.
خطر بخطر
أخيراً نقول أن عمل التأمين بالمجمل مرتبط بالاحتمالات , وبالذات احتمال وقوع الخطر من عدمه , وهذا الأساس الذي تعتمد علية شركات التامين في تحديد القسط التأميني , إذاً جوهر العمل خطر بخطر بأن يقع أولا يقع , لذالك فإن تفعيل ما يسمى إدارة المخاطر في شركة التأمين لا شك حساس ومهم أكثر من إدارة للمخاطر في شركة نسيج أو تصنيع مواد غذائية على أهمية الدور هنا وهناك .
المصدر: Syrian IM