تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
ثقافة تأمينية
العبء وقسط التأمين التجاري

من أهم الأركان الأساسية والفنية  لعقد التأمين : الخطر وقسط التأمين ...
قسط التأمين :هو البدل ( الفريضة ) التي يسددها المؤمن له إلى المؤمن نظير التزام الأخير بتغطية الخطر المبين في عقد التأمين ، بمعني آخر قسط التأمين premiumamount  هو المقابل المالي ( القيمة ) التي يدفعها المؤمن له إلى المؤمن مقابل التزام الأخير بالحماية التأمينية للخطر المؤمن ضده وتعويض الضرر حين حدوثه .
في القانون المدني السوري أول الأحكام العامة في التأمين ( عقد التأمين ) جاء في المادة /713/ التأمين "عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغاً من المال أو إيراداً مرتباً أو أي عوض مالي آخر في حال وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد وذلك لقاء قسط أو أي دفعة ماليه أخرى يؤديها المؤمن له  إلى المؤمن " .
يبدأ سريان عقد التأمين بعد سداد قسط التأمين مباشرة والقسط هنا بمفهوم أصحاب التأمين ليش بثمن الخطر وإنما ثمن التأمين : لقاء تغطية الخطر وتغطية تكاليف التأمين .
يتألف قسط التأمين من حيث مكوناته من عنصرين أساسين :
آ- القسط الصافي البحت net premium والذي يمثل قيمة الالتزامات الناشئة من العقد، ويسمى في المصطلح قسط الخطر premium risk .
ب- القسط التجاري أو المثقل gross premium أي ثمن التأمين الواجب تسديده عند شراء عقد التأمين .
يتحدد القسط الصافي  والذي يمثل قيمة الخطر من ثلالثة عناصر رئيسية :
-    احتمال تحقق الخطر
-    متوسط حجم التعويض
-    معدل الفائدة الفني في خصم القيم المستقبلية .
وعليه فإن حجم الخسارة ونوع الغطاء التأميني يلعبان دوراً أساسياً في تحديد أقساط التأمين ، بحيث يكون القسط الصافي كافياً لتغطية التعويضات الواجبة الدفع عند تحقق الخطر المؤمن منه،انسجاماً مع كافة النفقات المترتبة بالقسط الإجمالي ( القسط التجاري ) ويتوقف تحديد القسط الإجمالي ( التجاري ) بعد إضافة ما يسمى العبء loading  إلى القسط الصافي .
العبء : هي المبالغ التي تضاف إلى القسط الصافي لقاء تغطية كافة المصروفات والتكاليف المتعلقة بإدارة عملية التأمين وانجاز وإصدار عقد التأمين لينتج القسط التجاري الذي تتحمله وثيقة التأمين ويلتزم به المستأمن ( المؤمن له ) .
ببساطة العبء : كتلة النفقات المتعلقة بإصدار عقد التأمين عدا القسط الصافي ( قسط الخطر ) أي نصيب العقد في المصروفات التي تتحملها شركة التأمين لإدارة عملية التأمين وإدارة عقد التأمين بحيث ينتج القسط الفعلي ( التجاري ) الذي يقوم المؤمن له بدفعه أي المقدار الذي يجب على مشتري التأمين أن يسدده إلى الأمين لقاء عقد التأمين المنجز ..

يندرج في عناصر العبء العديد من المصروفات الإدارية والمصروفات البيعية منها :

1-    النفقات الإدارية بمختلف أشكالها وصورها : من إيجار المكان المكان إلى الكهرباء والاتصالات والمراسلات ومن الأجور والرواتب والمكافآت إلى نفقات إبرم العقود من رسم رقابة وطوابع ورسم إًدار الوثيقة إلى ما هنالم من إعداد وطبع طلبات تأمين .
2-    العمولات : عمولة إنتاج العقود للوكلاء والوسطاء حيث تأخذ عمولة تأمينات الحياة في سنواتها الأولى حيزاً كبيراً في نسبة تسديد الأقساط بالإضافة إلى نفقات تحصيل الأقساط ، وهناك النفقات الطبية التي تتطلبها المبالغ الكبيرة في تأمينات الأشخاص من أجور أطباء وتحاليل مخبرية وصور شعاعية وغيرها .
3-    الأرباح :وهذه تتمثل بشكل واضح ووفير في نصيب الوثيقة نصيب القسط ، والربح هنا في العبء عنصر مستقل عن طريق زيادة هامش الأمان ، وهو غير الربح في القسط الصافي حين لا يتحقق الخطر بانتهاء مدة التأمين .
4-    الفوائد والاحتياطات : والتي تؤخذ أكثر ما تؤخذ في تأمينات الحياة لمواجهة كافة التقلبات العكسية والمفاجئة وهوامش الأمان في المعدلات في ابعد مؤشراتها مع احتياطي طوارئ لمواجهة الانحرافات غير المتوقعة في معدلات الخسارة أو المصروفات 
5-    نفقات التسويق والإعلان ومصاريف المتابعة والتحصيل ومصاريف الفروع والتوكيلات وغيرها من الأعباء التجارية والأعباء الضريبية .
بعد العملية الاكتوارية ومحاسبة التكاليف يتحدد العبء في حساب القسط التجاري والذي يجب إضافته إلى القسط الصافي بعدة طرق منها : 
- نسبه معينة من القسط التجاري 
- مبلغ ثابت عن كل وحدة تأمين 
- مبلغ ثابت عن كل وثيقة 
- رسم وثيقة 
وهناك عبء العبء في العمولات المشروطة contingent commission  والتي تسدد للوكلا والوسطاء الذي ينتجون عقود التأمين من خلال تضخيم الأسعار والتي تكون على حساب حقوق المستهلكين ( المستأمنين ) بحيث يستفيد من قسط التأمين الباهظ الثمن المؤمن (شركة التأمين ) ويأخذ الوسيط ( الوكيل ) حافز العمولة إضافة إلى العمولة العادية broking commission .
بالمقابل ثمة حالات تأمينية خاصة في أسعار وأقساط التأمين يطلق عليها تعريفة الأخطار المفضلة preferred risk  أو الأسعار المخفضة بحيث يمنح المؤمن له سعراً خاصاً من خلال تخفيض نسبة معينة من أعباء القسط ومن ذلك :  
1-    وثائق التأمين الجماعي group insurance : ضمن مجموعة واسعة ومتجانسة لجمهور المستأمنين يعطى سعراً متوسطاً لبدل التأمين بحيث تتحمل الأعمار الصغيرة كبار السن في البدل وفي نهاية مبلغ التأمين وفقاً لنظرية الاحتمالات وقانون الأعداد الكبيرة .
2-    الوثيقة الشاملة global cover  والتي تتميز بتنوع أنواع التأمين ، من الأشخاص إلى الممتلكات ، ضمن عقد التأمين الشامل وما تتحمله شركة التأمين هنا تعادله في الكفة والميزان ضمن التأمينات المركبة والمختلطة .
3-    وثائق التأمين الخاصة specials  والتي تضمن مبالغ التأمين الكبيرة و المشاريع الحيوية والإستراتيجية .
4-    الحماية والمنع : يعطى حسم خاص لمن يستعمل أحدث الآلات والوسائل الحديثة لمنع ووقاية الخطر المؤمن عليه وهذه من الطرق المساعدة والمهمة في إدارة الخطر من حيث تمكين السلامة والسيطرة ، والجدير بالذكر أن أساليب الوقاية والمنع loss prevention  ضمن إرشادات وتعليمات شركات إعادة التأمين وما يطلق عليه بالتنمية الوقائية للحصول على مكسب السعر ومكسب القسط .
وهناك بالطبع شركات التأمين العائلية وما يطلق عليها الشركات الاسيرة الحصرية  captives وهنا التأمين بسعر التكلفة أو بما يعادل التكلفة بحيث تساوي نفسها بنفسها دون أي حرج ، والقسمة من المنظور العائلي والشخصي .
من أهم المبادئ الأساسية لتسعير قسط التأمين الصافي :
أن يكفي السعر لتغطية الخسارة المتوقعة لوحدات الخطر المؤمن عليها 
ألا يكون السعر مبالغاً فيه
أن تختلف الأسعار باختلاف درجة الخطورة
أن يكون عامل الفائدة مخفضاً لقيمة السعر 
أن تكون طريقة التسعير وفقاً لحجم خسارة وقيمة التعويض ونوع الغطاء التأميني ودرجته أي كثافة التأمين .
ومن أهم شروط العبء لقسط التأمين :
العدل والعدالة في تأمينات الأشخاص وفي الأخطار بحيث يكونالتجانس في توزيع المصروفات والأرباح على الوثائق المختلفة .
عدم المغالاة في حساب المصروفات وحساب التكاليف .
نسبة أرباح معقولة  .. وهامش وهامش كفاية لحصيلة العبء مساوياً للمصروفات والأرباح .
تحقيق أفضل " ميكانيزم " بين النفقات والإنتاج والقدرة على المنافسة في السوق .
إذاً أسعار التأمين لا تخضع للعرض والطلب كما السلع والخدمات الأخرى و إنما يحددها ويؤطرها تكلفة الحماية التأمينية والمصاريف التي تتكبدها شركة التأمين لإصدار العقد نتيجة العبء .
وبالمجمل العبء القويم يكون بالتقدير الصحيح والدقة الكاملة عند تحديد قسط التأمين لأن أثاره على المؤمن والمؤمن له تمتد لفترة طويلة ، وعليه فإن ما يخفف وطأة العبء في تجديد عقود التأمين كل عام المشاركة في الأرباح والمكافآت لجمهور المستهلكين – المستأمنين .
بالكفاية الاقتصادية وكفاية الكفاية تكون محاسبة التكاليف ،لهذا فإن حيوية أعمال شركات التأمين في السعي الجاد والاجتهاد لضغط الأعباء التجارية والنفقات العامة بين شركات التأمين أفضل التقارير السنوية والميزانيات العمومية ما كانت نسبة المصاريف الإدارية فيه أقل نسبة من مجموع البدلات .
وأفضل دليل لأسعار التأمين MANUAL  ما يصدر عن مكاتب فنية متخصصة بمشاركة اتحاد شركات التأمين وبإشراف هيئات الرقابة والإشراف على التأمين  ، ومن خلال اختبارات اكتوارية على ارضية وواقع سوق التأمين .
علي شفا عمري 
مستشار في التأمين