من المبادئ الأولية والأساسية والقانونية للتأمين مبدأ المصلحة التأمينية insurable interest .

للطبيب مصلحة تأمينية ضد المسؤولية ..للشخص مصلحة تأمينية في رب العائلة ..للتاجر مصلحة تأمينية في بضاعته ومستودعاته ..ولصاحب السفينة والطائرة مصلحة تأمينية في سلامة وسائله .

المصلحة في قاموس اللغة: ما يتعاطاه الإنسان من الأعمال الباعثة على نفعه وعلى نفع قومه والمصلحة في التأمين: بقاء الشيء موضوع التأمين على ما هو عليه سليماً بما يعود بالنفع على صاحبه، وبالخسارة في حال تحقق ضرر معين له من جراء حادث، المصلحة في القوانين: المصلحة التأمينية عنوان أحكام التأمين ولصحة عقد التأمين تشترط القوانين وجود المصلحة التأمينية لمحل التأمين.

نصت المادة /715/ من القانون المدني السوري  "يكون محلاً للتأمين كل مصلحة اقتصادية مشروعة تعود على الشخص من عدم وقوع خطر معين" وعليه فإن المصلحة هي العنوان الأول لكافة فروع التأمين، ولجميع أنواع عقود التأمين .. ويجب أن يتوفر فيها:

1. المصلحة الاقتصادية: ويقصد بها القيمة التعويضية للشيء المؤمن عليه (قيمة مبلغ التأمين)
2. المصلحة المشروعة: أي التي تتماشى مع النظام العام والآداب العامة.

وهناك "حبة " الزيادة في تأمينات الحياة وهي المصلحة المعنوية – الأدبية _ العاطفية بالإضافة إلى المصلحة المادية

المصلحة في التأمين ضمان وحماية ويشمل ذلك في المحافظة على سلامة الإنسان في نفسه وفي أمواله وسائر حقوقه، وعليه فإن أصحاب المصلحة في التأمين هم الأشخاص أو الجهات ممن لهم مصلحة في التأمين لخاصيتهم أو لغيرهم ومنهم:

• مالك الشيء.
• مالك الرقبة.
• الدائن المرتهن.
• أصحاب المعامل والمصانع والمؤسسات في تأمين العمال ضد إصابات العمل وضد أخطار المسؤولية المدنية، أي أخطاء العمل تجاه الغير وهذه مصلحة اقتصادية اجتماعية .

جاء في المادة /735/ من القانون المدني السوري: "يسأل المؤمن عن الاضرار التي تسبب فيها الأشخاص الذين يكون المؤمن له مسؤولاً عنهم مهما يكن خطؤهم ومداه ".

المصلحة في التأمين تعتبر ركناً في جميع أنواع التأمين سواء تأمين الأضرار أم تأمين الأشخاص، في تأمينات الحياة: هناك المصلحة الأدبية المعنوية في بقاء المؤمن عليه حياً وفي وجود عاطفة حب أو قرابة لدى المؤمن له بالنسبة للشخص المؤمن على حياته .. وتختلط المصلحة الأدبية – المعنوية – مع المصلحة الاقتصادية المادية  في تأمين الزوجة بمبلغ تأمين يكفي من بعدها أجور مربية أولاد ، وهنا التعويض عما يصيب الأولاد من ضرر مادي جراء وفاة والدهم.

في تأمينات الحياة يبرز الضرر الأدبي ودرجة الأقارب والأصحاب في التأمين، ومدى نجاعة المصلحة في المؤمن على حياته .. وما يعتبر خارجاً عن النظام العام في تأمينات الغير بحيث تنتفي صفة المضاربة.

خلال القرن الثامن عشر تفشت في دول أوروبا بوجه عام وفي إنكلترا على وجه الخصوص ظاهرة التأمين على القادة والمشاهير من أفراد المجتمع بواسطة أفراد عاديين لا تربطهم بهم أي صلة، وشاب موت بعض هؤلاء الكثير من الغموض بما يوحي بتعمد إحداث الخطر من جانب المستفيدين من عقود التامين هذه .

في القانون السوري : المشرع السوري أضاف إلى شرط المصلحة في التأمين على حياة الغير ضرورة موافقة الغير كتابة على التأمين على حياته قبل إبرام عقد التأمين وإلا أعتبر التأمين باطلاً

جاء في المادة /721 / من القانون المدني السوري " يقع باطلاً التأمين على حياة الغير مالم يوافق الغير عليه كتابة قبل إبرام العقد "

في الشركات العالمية الكبرى تأمين خاص للعلماء ورؤساء المجالس وكبار المدراء من ذوي الكفاءات العالية يطلق عليه تأمين الرجل المفتاح key man  لما له من نفع مادي ومكسب معنوي .

في عالم التأمين هناك المصلحة في تأمين التأمين: لشركات التأمين مصلحة في تأمين " التأمين " لحماية عدم القدرة على الاستيعاب وضمان الملاءة لمطالبات أخطار المستأمنين وذلك من خلال إعادة التأمين لها مصلحة في إعادة إعادة التأمين (إعادة التأمين المكرر) retrocession  بين التأمين وإعادة التأمين ودخول المصارف في التأمين bank insurance .

أصبحت المصلحة ملحة في تأمين الأخطاء المهنية للرؤساء والمديرين التنفيذيين في المصارف وشركات التأمين، وهناك العديد من أصحاب المهن ممن لهم مصلحة في تأمين المسؤولية المدنية ومنهم الأطباء - المحاسبون – الوكلاء – الوسطاء – المحامون .

في أميركا أصبحت المصلحة هاجس الزوجين في تغطية الخسائر المالية التي يمكن أن يتعرض لها جراء أي عملية تزوير أو احتيال أو إساءة ائتمان من خلال بوليصة التأمين الخاصة والمختصة  بالحماية fraud safeguard homeowners policy  .

من أهداف المصلحة التأمينية :

• المحافظة على محل التأمين والعناية به.
• تحديد مبلغ التأمين وفقاً لواقع الحال والتكلفة.
• تحديد الصفة التعويضية وإعادة الشيء إلى ما كان عليه في حال تحقق الخطر.
• الحد من الخسائر ومنع الإثراء بلا سبب على حساب التأمين.
• درء شبهة المقامرة والرهان.

إذاً المصلحة ركن أساسي من أركان التأمين، ومن أركان هذه المصلحة التأمينية: الوقت والزمن

درجت القوانين التأمينية في العالم على أن تتوفر المصلحة التأمينية للتأمينات العامة لا سيما التأمين البحري منها عند تحقق الخطر والمطالبات بالتعويض، أما تأمينات الحياة فاكتفي بشرط توفر المصلحة حين إصدار بوليصة التأمين كون تأمينات الحياة طويلة الأجل .

في النصف الثاني من القرن الثامن عشر انتشرت في فرنسا ظاهرة قيام المرضعات بالتأمين على حياة الأطفال الذين يقومون بإرضاعهم ، وبارتفاع معدل وفيات هؤلاء الأطفال تبين أن وراء ذلك المرضعات بغية الاستفادة من مبالغ تامينات الحياة  الأمر الذي أدى إلى تأكيد المشرع الفرنسي بضرورة توفير المصلحة التأمينية وقت انعقاد عقد التأمين على الحياة، وأتخذ ذلك مثلاً لجميع قوانين التأمين في العالم.

المصلحة التأمينية : نسغ النقاء للعملية التأمينية ودرء أهل المفاسد عن المصالح في الانتاج وفي التعويضات في افتعال الخطر العمدي – المعنوي في تأمينات الحياة moral hazard  وفي فبركة الحوادث الوهمية insurance fraud  بحيث يستقر أهل المصالح في الإنتاج وفي التعويضات ضمن المبدأ الأساسي للتأمين.

ويأتي السؤال وما يثار من جدل حول الكسب الفائت المؤكد .. أي ما يلحق الشخص من خسارة نتيجة حدوث الضرر وما يفوته من كسب كان محقق الوجود والوقوع قبل الحادث، وأوضح مثال على ذلك في التأمينات الزراعية لا سيما المحاصيل crops حيث لا يتوقف الضرر على المحصول إنما ما يفوت المزارع من كسب مادي نتيجة الشراء والبيع في سوق التجارة!

وهنا المصلحة في الكسب واضحة ولا مراء فيها  كما في تأمينات الحريق للمصانع والمعامل والمؤسسات، هنا أو هناك يجوز التأمين على الخسارة وفوات الكسب ما دام الأمر جلياً وواضحاً وصاحب المصلحة واحد حين تحقق الخطر شرط أن يتم ذلك بملحق خاص بعقد التأمين الأساسي ويشار إليه في النصوص بشكل صريح.

ويبقى السؤال الآخر ماذا عن الكسب الفائت في الأضرار المادية والجسدية للغير نتيجة حوادث تأمين المسؤولية المدنية في إلزامي السيارات لهذا وأمثاله؟  الجواب في النص الصريح الواضح في عقد التأمين وفي القوانين والتشريعات التي تنظم المسؤولية المدنية للتأمين الإلزامي على السيارات.

علي شفا عمري

مستشار في التأمين