تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
ثقافة تأمينية
استراتيجية اللاعودة

استراتيجية اللاعودة

في عالم الأعمال يُقال إن نتائج الشركات هي خير دليل على أدائها، كما أن سلامة القطاع وعدم انهيار الشركات العاملة فيه ما هو إلا مؤشر لجودة التخطيط وحسن أداء مكونات هذا القطاع وجودة مخرجاته، لأن التخطيط الصحيح لابد أن يؤدي إلى نتائج إيجابية لو تم التطبيق بالطرق الصحيحة، حتى ولو شاب ذلك بعض الانحرافات الصغيرة الإيجابية والسلبية منها.
بقراءة واقعية لنتائج أعمال قطاع التأمين في الجمهورية العربية السورية يتضح للجميع جودة الاستراتيجيات والقرارات المتخذة خلال الأعوام الماضية، سواء أكان ذلك على مستوى شركات التأمين العاملة في قطاع التأمين أم الجهات الوصائية والإشرافية، أم شركات إعادة التأمين وشركات وإدارة النفقات الطبية.
فالكل كان حكيماً بما فيه الكفاية لإدارة الدفة بالاتجاه المناسب، فاغتنام الرياح ليس القاعدة الأساسية بل القاعدة في كيفية توجيه الشراع للاستفادة من هذه الرياح، بشكل عام يمكن القول: إن الشركات السورية نجحت في قراءة المتغيرات الاقتصادية للوصول إلى واقع يفرض نفسه بحضورها على المستوى المحلي والعربي وحتى أحياناً الدولي. فاليوم لا يمكن الإنكار بأن الشركات السورية وخاصة شركات التأمين ابتكرت الحلول رغم مقاطعة أو شبه مقاطعة شركات إعادة التأمين الدولية لها.
لم تكن التعديلات على الاستراتيجيات المعمول بها لمكونات قطاع التأمين في سورية صغيرة أو آنية من حيث التطبيق والأثر، بل على مستوى مهم اتضحت نتائجه خلال الفترات الماضية، فالترتيب الداخلي كان سيد الموقف على كل المستويات (القطاعي والمؤسساتي والفردي)، كما شغل ضبط النفقات قدراً لا بأس به من قرارات الشركات بالشكل الذي لا يؤثر في تحقيق أهداف الشركة، في حين كان إيقاف التوسع الجغرافي علامة مميزة للجميع لاعتبارات اقتصادية ولنواحٍ أخرى تتعلق بإدارة أصول الشركة.
اليوم بدأ عام جديد وبدأت معه خطط جديدة للشركات، فالمساهمون هم بيت القصيد، وخاصة بعدما ثبت خيانة الدولار لكثير من أصدقائه خلال الأيام الماضية، فاتجهت الأنظار لسوق دمشق للأوراق المالية، وللأسهم وأسعارها وحجم التداول، بانتظار دخول مزيد من الشركات إلى هذا السوق ذي الأفق المشرق. عام 2018 عام انتصارات وعام إيرادات لقطاع التأمين لكن يجب الاستعداد للجني، فالجني له أدواته إن لم تكن جاهزة فعبثاً أمطرت السماء، وعبثاً تم الزرع.
المطلوب اليوم أن نكون أقرب ما يمكن إلى العميل بمختلف الوسائل والطرق المتاحة، كالحضور الجغرافي، أو من خلال فرق المبيعات الاحترافية أو الخدمات الالكترونية، لنقدم خدمة ناضجة (اسمحوا لي باستخدام هذا المصطلح) ترتقي إلى مستوى فكر وثقافة العملاء وثقتهم بالشركات السورية التي لم تخذلهم خلال الفترة الماضية.
استراتيجية عام 2018 في الشركات ستختلف عما كانت عليه خلال السنوات السابقة، فمن المفترض أن الاستعداد للحصاد قد أنجز، والآن بات الجو مهيأً لبذل المزيد من الجهود للارتقاء بجودة الخدمة المقدمة وبكفاءة وفاعلية عمليات الشركات نفسها، استراتيجية اليوم تتطلب الانتقال من المنافسة التبادلية إلى المنافسة الابتكارية، لم تعد المنافسة التقليدية تجدي نفعاً، وخاصة مع عملاء اختبروا متانة العلاقة بينهم وبين شركات التأمين الموجودة خلال الفترة السابقة.
ليكن عام 2018 عام الانتقال لاستراتيجيات ابتكارية تتخطى المألوف وتقارب توقعات العملاء بكل الوسائل الممكنة، ليكن هذا العام عام التجدد الحقيقي بالاستراتيجيات، ليكن عاماً لا عودة فيه إلا بتحقيق الأهداف المرسومة لقطاع التأمين.
 

بقلم أ.ماهر سنجر