إن تأمين آلات ومعدات المقاولين هو تأمين ضد التلف أو الخسارة المادية التي يمكن أن تتعرض لها تلك المعدات سواء عند تشغيلها أو غير ذلك، ويكون نتيجة للحريق– التصادم والاصطدام بأنواعه المختلفة– التحطم نتيجة الانقلاب في حفرة أو منحدر– الفيضان– العاصفة– السرقة والاضطرابات... الخ علماً بأن التعطل الداخلي مثل كسر التروس لا يغطى تأمينياً ما لم يكن نتيجة مباشرة لمؤثر خارجي– وينتمي تأمين آلات ومعدات المقاولين إلى مجموعة التأمينات الهندسية.

أهمية تأمين آلات ومعدات المقاولين:
إن تعبير آلات ومعدات الإنشاء الذي كثيراً ما يُستخدم حالياً يمثل في الأغلب استثماراً رأسمالياً ضخماً، وعلى ذلك فإن أي حادث يلحق خسارة مادية أو تلفاً محسوساً لهذه الآلات قد يتسبب فجأة في فقد العائد المتوقع الحصول عليه مستقبلاً من هذا الاستثمار.
ويكون تعرض صغار المقاولين ومتوسطي الحجم منهم لمثل هذه الحوادث أكثر شدة وذلك للأسباب التالية:
* أسطول معداتهم محدود مما لا يمكنهم من سرعة القيام بإحلال آلة محل تلك التي تعرضت للتلف.
* عدم قدرتهم على تجنيب احتياطات مالية ضخمة لمقابلة مثل هذه الحوادث علاوة على ما يتم تخصيصه لمقابلة الاستهلاك.
ولهذا وبوساطة تأمين آلات ومعدات المقاولين يستطيع المقاول أن يحمي نفسه ضد التأثيرات السلبية لحوادث الآلات من دون أعباء مالية كبيرة، وهذه الحماية التأمينية ليست فقط رخيصة نسبياً، بل إن أقساط التأمين تعد تكلفة عمل، ولهذا فهي تخصم من الوعاء الضريبي.
وفي الواقع فإن كبار المقاولين غالباً ما يفضلون أن ينفقوا المقدار المحدد المعروف من الأقساط بالنسبة لتأمين الآلات والمعدات عن المخاطرة والتعرض لخسارة الآلات والتي تؤثر كثيراً في إرباحية المقاولة. فمن المعروف جيداً أن آلات المقاول معرضة على نحو متكرر نسبياً للحوادث المتوسطة والكبيرة وما قد ينجم عنها من خسائر لا يمكن التنبؤ بأبعادها.

تأمين آلات ومعدات المقاولين– وتأمين تعطل الآلات
أحياناً ينظر إلى تأمين الآلات والمعدات على أنه تأمين ضد تعطل آلات ومعدات المقاول– ألا أن هذه النظرة تهمل الفروق الجوهرية بين وثيقة تعطل الآلات، ووثيقة آلات ومعدات المقاولين. والتأمين ضد تعطل الآلات بالنسبة للماكينات والتركيبات الميكانيكية يغطي أساساً التلف الداخلي للآلات الثابتة والمتحركة، وكذلك الأجهزة المستخدمة في الصناعة بدءاً من المولدات الصغيرة حتى المولدات البخارية العملاقة المستخدمة في محطات القوى الكهربائية الحديثة، إذا نشأ عن هذا التلف توقف إحدى المعدات.
ومن ناحية أخرى فإن تغطية وثيقة آلات ومعدات المقاولين تكون عملياً مماثلة لتلك الخاصة بالخسارة المادية للسيارات– فهذه الوثيقة تغطي فقط التلف الخارجي العرضي باستثناء تعطل الماكينات. وعلى أي حال فإذا ما تسبب العطل الميكانيكي كفساد فرملة لسيارة ضخمة في اصطدامها فإن التلفيات الناتجة عن الاصطدام سيتم دفع مبالغها، بينما الأجزاء المكسورة في الماكينة (الفرملة) نفسها لن يتم تعويضها. هذا وينصح بعدم تأمين آلات ومعدات المقاولين تحت وثيقة تعطل الآلات إلا إذا تمكن خبراء شركة التأمين من معالجة هذا الوضع وقاموا بتطبيق الشروط الخاصة كما يتطلبها هذا النوع من التأمين– إذ إن استخدام تأمين تعطل الآلات لتغطية آلات ومعدات المقاولين يكون غير مربح للأسباب التالية:
إن حالات التشغيل الشاق تتسبب بدرجة عالية في حدوث التلف الناتج عن الاستعمال ومن ثم حدوث كثير من الأعطال على الرغم من استثناء التمزق والتلف بالاستعمال من التغطية تحت وثائق تأمين تعطل الآلات، فإن شركة التأمين سيكون عليها تحمل التكاليف المتعلقة بذلك بطريقة غير مباشرة في صورة قطع مكسورة يجب استبدالها بقطع غيار جديدة بصرف النظر عن السبب في ذلك.
وهذا ما يمكن تجنبه إذا ما كانت هناك معدلات استهلاك متفق عليها في الوثيقة بالنسبة للأجزاء السريعة التلف- كما أن أقساط التأمين ضد تعطل الآلات لا تكون كافية لتحمل التكاليف الكثيرة للصيانة العادية والتي يصعب فصلها. فهي ملازمة لأعطال هذا النوع من الآلات ما لم تتم هذه الصيانة، وعلى ذلك فإن شركات التأمين لن تكون قادرة على فصل التلف والتمزق وما ينتج عنهما من خسارة التعطل من دون مساعدة مهندسين متخصصين.
وعلى المدى الطويل فإن تسويق تأمين آلات ومعدات المقاولين يعتمد في ازدهاره على نوعية الخدمة والمهارة في إدارة الخطر، كما يعتمد على ملاحظة توصيات تسويقية معينة أخرى.

نوعية الخدمة:
ويقصد بنوعية الخدمة، الخبرة الفنية وكفاية الطاقة الاستيعابية والقدرة المالية على الوفاء، إضافة إلى الخدمة الجادة.
فالارتقاء بنوعية الخدمة إلى درجة عالية يرسي دعائم النجاح لمكتتب تأمين الآلات والمعدات– كما أن خبراء الاكتتاب في تأمين الآلات والمعدات يقدمون خبرتهم الفنية من خلال عملهم مستشارين في إدارة الخطر وقيامهم بتقييم سمات الخطر المتعلق بالآلة والموقع الذي تستخدم فيه، وكذلك قيامهم بتعديل الوثيقة لتناسب الاحتياجات الخاصة بالمؤمَّن له، إضافة إلى تقدير وتسوية التعويضات وتحليلهم للتعويضات بغرض تفادي مسبباتها للحيلولة دون وقوعها مستقبلاً.
وفيما يتعلق بالمهارة في إدارة الخطر، فإن التقدير السليم وتقييم الأخطار موضوع التأمين واشتراط حماية تأمينية كافية تعد واحدة من المهام الرئيسة لإدارة الخطر، كما أن إدارة الخطر تعد فرصة كبيرة لمكتتبي التأمينات الهندسية لزيادة حجم الأعمال- فمكتتبو التأمينات الهندسية من الدرجة الأولى بما لديهم من قدرة على العمل مستشارين في إدارة الخطر يمكنهم هذا من خلق سمعة طيبة باقتراحهم للمقاييس التي تقلل حجم ومعدل تكرار الخسائر– فالوقت المناسب لتحليل منع وقوع الخسارة يكون قد استثمر بصورة حسنة لأنه يقلل كلاً من الوقت المستغرق في تقدير التعويضات وكذلك التعويضات الجسيمة كلها.

أنواع آلات ومعدات المقاولين:
إن الممتلكات القابلة لتأمين آلات ومعدات المقاول يمكن أن تكون آلات إنشاء متحركة أو معدات ثابتة أو مباني مؤقتة، وهذه الآلات والمعدات قد تكون مملوكة للمقاول أو يكون الأخير قد قام باستئجارها. وبالنسبة لآلات الإنشاء المتحركة فإنه يمكن تعريفها بأنها جميع معدات المقاول ذاتية الحركة وغير المرخص لها بالاستخدام على الطرق العامة وهذه المجموعة تتكون من: 
(1) آلات تحريك التربة مثل الحاملات والمكاشط والمحاريث والعزاقات وحفارات الأرض– الآلات ذات الاستعمال الخاص مثل آلات شحن وتعبئة السلع وآلات حفر الأنفاق والمناجم وآلات التسوية النهائية لسطح الطرق (الرصف) مثل آلات الدمج والبكرات ومطارق دق الخوازيق ووحدات الحفر المتحركة على هيكل معدني والأوناش المتحركة والأجهزة المتحركة لنقل السلع. والمعدات المتحركة لتوليد الطاقة وأحياناً تتضمن التغطية سيارات النقل والقلابات على الرغم من ترخيصها بالاستخدام على الطرق العامة وفي هذه الحالة تكون التغطية مقتصرة على وقت استخدام هذه المركبات في موقع التشييد ذاته.
أما معدات الإنشاء الثابتة فهي تتضمن أجهزة النقل ومعدات عجن الخرسانة ومعدات خلط الاسفلت والأوناش البرجية والروافع ومعدات توليد الطاقة وتوزيعها في مواقع المقاولة.
وعن المباني المؤقتة فهي تشمل المخيمات والورشات والمكاتب والمخازن والتجهيزات المؤقتة الأخرى.

العدد والمهمات:
وعن العدد والمهمات فالسؤال الذي يُثار غالباً هو عما إذا كانت العدد والمهمات تغطى تحت وثيقة آلات ومعدات المقاولين؟ في الواقع أن العدد والمهمات غير محددة بطريقة واضحة، فبعض الوثائق تطبق صيغة لتعريف العدد بأنها يتم استبدالها والأجزاء السريعة التلف وتضرب أمثلة على ذلك كالمثاقب ولقم العصارات والهراسات والشواكيش وصفائح المنشار والغرابيل والمناخل والجرادل العادية والمحارية والسلاسل والكابلات والعربات التي تسير على قضبان وأحزمة النقل والحبال والإطارات. وبعض الوثائق تمد التغطية لتشمل البنود المذكورة آنفاً ولكن في حالة تلفها فقط نتيجة لحادث مغطى تأمينياً.
ويتم تخفيض التعويض بالتناسب بين العمر الكامل للأداء عندما كانت جديدة والعمر الباقي للأداء وقت وقوع الحادث.
وبمعنى هذا وجود ملحق يرفق بالوثيقة يتم بموجبه تحديد المعدل المقابل للاستهلاك. ولا تتضمن الوثيقة تغطية المعدات الصغيرة مثل المجارف والفؤوس...الخ والمناشير الصغيرة الممكن حملها وآلات السن والثقب وما إلى ذلك.
هذا ويجب أخذ الحذر الكاف عند الاتفاق على حد التحمل لاستبعاد تغطية مثل هذه البنود ضمن الممتلكات المؤمَّنة، ومن هذه الناحية الاقتصادية يكون من غير المعقول تأمين مثل هذه المعدات لأنها تعد مصادر إنفاق دائم كما أنها من الأهداف المفضلة للسرقات الصغيرة.