العوامل المؤثرة في درجة الخطورة لحوادث السيارات

كتاب تأمين السيارات الدكتور ممدوح حمزة

تتمة ..

ثانياً: العوامل المتعلقة بالسيارة

هناك مجموعة من العوامل المرتبطة بالسيارة والتي يكون لها تأثير مباشر وقوي في درجة الخطورة ومن أهمها:

1- موديل وعمر السيارة:

ليس هناك دليل واضح على أن عمر وقيمة السيارة لهما تأثير في معدل تكرار وقوع الحوادث، وإن كان لهما تأثير في حجم الخسارة المتوقعة، فأصحاب السيارات ذات الطرازات الحديثة، يتعرضون لخسارة أكبر في حالة السرقة من أصحاب السيارات ذات الطرازات القديمة.

ولاشك في أن تقسيم السيارات حسب عمرها وقيمتها الأصلية يقترب من تقسيهما وفقاً للقيمة الحالية للسيارات (القيمة السوقية)، ولاشك في أن عمر السيارة وقيمتها الأصلية من العوامل التي يمكن الاعتماد عليها، ويمكن التعرف إليها بسهولة، ومن الصعب أن تتعرض للغش من جانب الأفراد، كما أنها من العوامل التي يمكن قبولها أو السماح بها، وتعطى دافعاً إيجابياً للأفراد، ويمكنهم التحكم فيها.

ويؤثر عمر السيارة في درجة الخطورة باتجاهين:

الاتجاه الأول: أنه كلما زاد عمر السيارة كان ذلك مؤشراً إلى تقادمها واستهلاك معظم أجزائها، ومن ثم تكون عرضة للحوادث بشكل أكبر من السيارات الحديثة الصنع.

الاتجاه الثاني: أنه كلما زاد عمر السيارة أدى ذلك إلى إمكانية عدم توافر قطع الغيار الأصلية واستخدام قطع غيار مشابهة ومن ثم ارتفاع تكلفة إصلاح السيارة.

2- سعة الإسطوانة أو قوة المحرك:

مما لا شك فيه أن زيادة السعة اللترية لإسطوانة المحرك تؤثر في سرعتها، ومن ثم فإنها تتناسب تناسباً طردياً مع عدد الحوادث ومتوسط قيمتها، ومن ثم فإنها تعتبر عاملاً مؤثراً في درجة الخطورة.

3- حجم السيارة:

يمكن التعبير عن حجم السيارة بعدة مقاييس فبالنسبة للسيارات تعتبر قوة المحرك بالحصان أو سعة الإسطوانة أو ما يعرف بالسعة اللترية مقياساً مناسباً لحجم السيارة، وقد أثبتت الدراسات أن هناك علاقة طريدة بين حجم السيارة (قوتها) ومعدل تكرار وقوع الحوادث ومتوسط الخسارة الناتجة أيضاً، وهذا يؤكد أن السيارات الكبيرة القوية السريعة تزيد الخسارة التي تتسبب فيها على السيارات الصغيرة الأقل قوة والأبطأ سرعة.

وبالمثل فإن حجم سيارات النقل يُعبَّر عنه بالحمولة، حيث تقسم إلى سيارات نقل خفيف، وسيارات نقل متوسط، وسيارات نقل ثقيل، مع وضع حدود لفئات الحمولة بالطن، وبالنسبة لسيارات نقل الركاب يُعبَّر عن الحجم في عدد الركاب.

ولا شك في أن حجم السيارة معبَّراً عنه بالسعة اللترية أو الحمولة أو عدد الركاب يعتبر من العوامل التي يمكن الاعتماد عليها، ويمكن التعرف إليها بسهولة، ويصعب الغش فيها، وهو من العوامل التي يمكن قبولها، ويستطيع الفرد أن يتحكم فيها، وتعطي للفرد دافعاً إيجابياً.

ويعد حجم السيارة من العوامل المؤثرة في درجة الخطورة، نظراً لأن عدد الحوادث ومتوسط قيمة الخسارة يرتبطان بحجم السيارة تناسباً طردياً.

4- نوع السيارة:

يعتبر نوع السيارة من أهم العوامل المؤثرة في درجة الخطورة بالنسبة لحوادث السيارات، وذلك لاختلاف السيارات من حيث سرعتها وتصميمها ومتانتها وقوة الفرامل، ما يؤثر في درجة الخطورة، ومن ناحية أخرى نجد أن متوسط تكلفة إصلاح السيارات يتأثر تأثراً واضحاً بنوع السيارة، حيث إنه في حالة تعرض سيارة فيات لحادث تصادم مثلاً وتعرض سيارة مرسيدس لحادث مماثل نجد أن تكلفة إصلاح سيارة المرسيدس قد تصل إلى ضعف أو ثلاثة أضعاف إصلاح سيارة الفيات، وذلك يعود لاختلاف أسعار قطع الغيار والأيدي العاملة في الحالتين، وهذا يؤثر بدوره في درجة الخطورة أيضاً.

5- استعمال السيارة:

مما لا شك فيه أن استعمال السيارة (سواء كان متعلقاً بكمية الاستعمال أو من دونه) له تأثير قوي وفعال في درجة الخطورة، فبالنسبة لكمية الاستعمال نجد أنه من الطبيعي أن يتزايد معدل تكرار الحوادث مع تزايد كمية الاستعمال، وكمية الاستعمال يتم أخذ عدد الكيلومترات السنوية مؤشراً لها، أما نوع الاستعمال فإننا نجد أن هناك تبايناً واضحاً في معدل تكرار الحوادث، وأيضاً متوسط التعويض عن الحادث الواحد بين سيارات الأجرة والسيارات الخاصة، كما نجد أيضاً وجود تباين في معدل تكرار الحوادث ومتوسط التعويض عن الحادث الواحد بين السيارات الخاصة حسب ما إذا كان الاستعمال عائلياً أو خاصاً بشركة قطاع خاص أو عام أو حكومي أو بمكتب لتأجير السيارات.

6- وسائل الأمان الإضافية:

هناك مجموعة من الوسائل التي تقلل من معدلات تكرار الحوادث، إضافة إلى تخفيض متوسط الخسارة الناتجة عن الحادث الواحد في حالة وقوعها، وهذه المجموعة من الوسائل الفنية هي بمنزلة تقنيات عالية تفوق المعدلات العادية الخاصة بالفرامل والإطارات وأنوار وإشارات السيارة، وبمعنى آخر فإن أنواعاً معينة من السيارات في موديلات معينة لكل نوع من أنواع السيارات تكون لها أنظمة فرامل وإطارات خاصة وأحزمة وحقائب هواء لامتصاص الصدمات.

يتبع