إدارة أخطار شركات التأمين / د.عيد أحمد أبو بكر
تتفاوت الاستثمارات في مدى العائد والمخاطر حسب نوع الاستثمارات، وطبيعة الأموال المتاحة للاستثمار، ونوع متخذ القرار الاستثماري، ومن المنطقي أن المستثمر الرشيد سوف يعطي اهتماماً متوازناً للعائد الذي يتوقعه من الاستثمار والمخاطر التي تصاحب هذا العائد، فالمستثمر عادة ما يرغب في تحقيق عائد مرتفع، بينما يفضل أن تكون المخاطر المصاحبة لهذا العائد عند أدنى حد لها، لذا سوف نتعرف فيما يلي إلى مفهوم كل من عائد ومخاطر الاستثمار.
عائد الاستثمار:
يعرَّف العائد بأنه مقدار الإضافة أو الزيادة التي تطرأ على الثروة نتيجة القيام بالاستثمار، وبذلك يمكن تقسيم العائد إلى:
- عائد جارٍ: وهو العائد الناشئ من توزيعات الأرباح والفوائد في حالة الاستثمار المالي أو هو العائد الناشئ عن النشاط التجاري في حالة الاستثمار العادي.
- عائد رأسمالي: وهو العائد الناشئ عن فروق قيمة الاستثمار، وذلك في حالة كل من الاستثمار المالي والاستثمار المادي.
إن العائد المطلوب عن الاستثمار يمثل الحد الأدنى من العائد الذي يمكن معه إقناع المستثمر بالاستثمار في هذا الوجه الاستثماري/ بمعنى آخر فإن العائد المطلوب عند الاستثمار في أي وجه استثماري يجب أن يساوي العائد عديم المخاطرة، إضافة إلى علاوة مخاطرة للتعويض عن المخاطر المنتظمة والمخاطر غير المنتظمة التي يتعرض لها الاستثمار.
أما العائد الفعلي من الاستثمار في أي وجه استثماري فيشمل كلاً من العائد الدوري والعائد الرأسمالي الذي يعتمد على قيمة الاستثمار في أول المدة وآخرها.
مخاطر الاستثمار:
يتبوأ عنصر المخاطرة مكاناً مهماً في نظريات الاستثمار الحديثة، ودرجة المخاطرة هي المقياس الذي يقيس لنا العلاقة بين المخاطرة وعدم التأكد، ومن ثم تزيد درجة المخاطرة إذا ما نقصت كمية المعلومات المعروفة عن الحوادث المستقبلية.
ويعد مفهوم المخاطرة مفهوماً صعب الاستيعاب نال قدراً كبيراً من الجدل والنقاش في مجال تحديد المخاطر وقياسها، وليس هناك حتى الآن تعريف توحيد موحد متفق عليه للمخاطرة، لقد خلطت التعاريف بين معنى المخاطرة، وقياس المخاطرة، والمخاطرة بوصفها حالة من حالات اتخاذ القرار، لذا يجب التفرقة بينهما.
تعرَّف المخاطرة بصفة عامة بأنها احتمال تحقيق الخسارة مستقبلاً، بينما تعرَّف مخاطر الاستثمار بأنها التقلبات التي قد تحدث في العائد المتوقع من استثمار ما، وتقاس مخاطر الاستثمار بالتباين في العائد المتوقع، وترجع التقلبات في العائد إلى نوعين من المخاطر، وهما المخاطر المنتظمة والمخاطر غير المنتظمة، ويمكن إيضاح ذلك على النحو التالي:
- المخاطر المنتظمة:
ويقصد بها المخاطر الخارجية، وهي تنشأ من علاقة الاستثمار الخاص بالمنشأة بالنشاط الاقتصادي كله (السوق)، حيث يتأثر العائد صعوداً وهبوطاً بالتغيرات في العائد السوقي، بمعنى أن العائد على الاستثمار الخاص بالمنشأة يتأثر، بدرجة ما، قد تزيد أو تقل عما يحدث في السوق نفسه من تغيرات أو تقلبات، وتقاس درجة الحساسية بمعامل المخاطر المنتظمة، ويعد عن تلك العلاقة بمعادلة تسعير الأصول الرأسمالية.
- المخاطر غير المنتظمة:
ويقصد بها المخاطر الداخلية، وتنشأ المخاطر غير المنتظمة من الاستثمار ذاته أو المنشأة القائمة بالاستثمار، فقد تتخذ المنشأة بعض الإجراءات غير المرغوب فيها، ما يؤثر في زيادة تقلبات العائد على الاستثمار.