ما الذي يعنيه القول " من راقب الناس مات هماً " هل هو الهول من مشاهدة فداحة الأخطاء ,,,,,,
أم أنها الدعوة لترك الحبل على الغارب ...!؟
تتعدد المعاني في الأقوال و في الأمثال ...أما في الأفعال و في سير الأعمال فهناك الإشراف ..وهناك الرقابة ..بمعنى الإطلاع
على الشيء من أعلى و رصده لحفظه ..وهذا ماذهب إلية التأمين ..
مع ظهور التأمين الإجباري في مطلع القرن العشرين بدأت قوانين الإشراف و الرقابة تأخذ صيغتها الكاملة و المتكاملة من قبل أجهزة متخصصة تشرف على سير عملية التأمين بالهدف الناجع و خاصة أن عقد التأمين إحدى صور عقود الإذعان و التراضي ...!؟
في الوطن العربي و في بلاد العالم تخضع شركات التأمين و إعادة التأمين للرقابة و الإشراف من قبل سلطة التأمين
Insurance authority وذلك بموجب القوانين و الأنظمة التي تصدرها الدولة بغية تنظيم سوق التأمين و حماية حقوق مستهلكي خدمات التأمين..
من أهم أهداف الإشراف و الرقابة في التأمين :
-رعاية وحماية حقوق المؤمن لهم و المستفيدين من التأمين .
تحقيق الكفاية و عدم المغالاة في سعر التأمين
- ضمان متانة المركز المالي للمؤمنين وملاءتهم للوفاء بالتزاماتهم solidity - solvency
- فحص و اختبار وثائق التأمين لجهة الوضوح الفاضح و عدم التذاكي بالألفاظ المبهمة و الهاربة نحو الاستثناءات
- خلق أجواء المنافسة المتكافئة بين الشركات بعيداً عن الإغراقية و حرف الأسعار و الانتقائية للأخطار.
- تحديد مخصصات الاحتياطات الفنية و القانونية كونهما سيولة أموال لصالح المستأمنين.
- تسويق التأمين من قبل الوكلاء و الوسطاء بالوجه الناصع و الحقيقي للتأمين و عدم توريط الزبائن بتغطيات
تأمينية مبهرجة بمصابيح خلبية..!
- تنظيم السياسة الاستثمارية العامة لشركات التأمين بما يحقق المصلحة الوطنية و الاجتماعية ..
" في المانيا و بعد الحرب العالمية الثانية تم تركيز استثمارات شركات التأمين على الإسكان ... وهناك من يركز على الاستثمار في ستندات الخزينة "
- السعي لطرح منتجات تأمينية جديدة شعبية و مجهرية Micro Insurance
هذا فضلاً عن الأنظمة و الشروط التي تضعها جهات الرقابة و الاشراف لتكوين إنشاء شركات التأمين و منها رأس المال ووديعة الضمان و الشروط الخاصة بالمساهمين المؤسسين و شاغلي الوظائف الرئيسية للشركة من حيث الشخص الملائم و المناسب fit - proper
- في سورية وحيث كانت شركة الضمان السورية
- المؤسسة العامة السورية للتأمين_ الشركة الوحيدة في القطر ، حدد قانون هيئات التأمين رقم 195/1959 جهات الرقابة و الإشراف على صناعة التأمين بالمجلس الأعلى للتأمين ، و مصلحة التأمين ، و لجنة الرقابة ...
لكنها لم تأخذ إطارها التنظيمي و الفني مع أن بوالص التأمين كانت تخضع لرسم رقابة ولا جهة رقابية سوى الجهة الإدارية _ مديرية الشؤون النقدية و المصرفية في وزارة الاقتصاد و التجارة الخارجية...
إلى أن جاء المرسوم رقم 68 لعام 2004 و حدد الشخصية الاعتبارية لجهة الإشراف و الرقابة على التأمين بإحداث " هيئة الإشراف على التأمين "
مع التمتع بالاستقلال المالي و الإداري و قد حدد المرسوم أهداف الهيئة التي تسعى لتحقيقها و هي :
- تنظيم قطاع التأمين و إعادة التأمين و الإشراف عليه بما يكفل توفير المناخ الملائم لتطويره و لتعزيز دور صناعة التأمين في ضمان الأشخاص ، وكذلك الإشراف على تجميع المدخرات الوطنية و استثمارها لدعم التنمية الاقتصادية في الجمهورية العربية السورية ...
- كما حدد المرسوم مهام الهيئة : من حماية حقوق المؤمن لهم .. و رفع أداء الجهات العاملة في مجال التأمين ...إلى تنمية الوعي التأميني وإعداد الدراسات و البحوث المتعلقة بأعمال التأمين ..
و الجدير بالذكر أن المرسوم اكتفى بذكر كلمة الإشراف و لم يتبعها بكلمة _ الرقابة _ كعنوان كما في تشريعات بلدان العالم .........!
- هذا و نظراً لخصوصية صناعة التأمين في العالم ..
فقد انشئت عام 1994 الجمعية الدولية لمراقبي التأمين IAIS و تضم هيئات الرقابة و الإشراف في العالم ومن بينها حوالي 11 دولة عربية وتتخذ من بازل سويسرا مقراً لها و من مبادئها الثمانية و العشرين :
- قضايا الشفافية في عملية الإشراف .
- تقدير إدارة المخاطر .
- معايير أعمال معيدي التأمين .
- مكافحة غسيل الأموال .
- حماية جمهور المؤمن لهم .
هذا و قد أقرت الجمعية في عام 2009 في اجتماعها السنوي في بودابست معايير جديدة للملاءة Solvency
بعد أن استخلصت الدروس و العبر من انهيار عمالقةشركات التأمين العالمية ....
- في عام 2006 انشئ المنتدىForum العربي لهيئات الرقابة و الإشراف على التأمين من /12/ دولة عربية ...... ومن أهدافه :
- تعميق الصلات مع الجهات و المنظمات الاقليمية و الدولية ذات العلاقة
- التعاون المشترك بين الأعضاء من خلال مذكرات تفاهم إفرادية و جماعية .
- كما أخذ المنتدى على عاتقه دراسة أوضاع البطاقة البرتقالية ، البطاقة العربية الموحدة للتأمين على السيارات ... و إزالة العقبات التي تحول دون اعتمادها من بعض الدول العربية ...
- في أمريكا – حاميها حراميها – على الرغم من أن مفوض التأمين في الولاية Insurance Commissioner ينتخب من قبل سكان الولاية ......!
يحدث بين فترة و أخرى وفي أكثر من ولاية أن مفوض التأمين يحال للتحقيق نتيجة تقاضيه رشاوى و تقديم خدمات غير قانونية للشركات التي تبرعت لحملته الانتخابية ....
- من حوكمة التأمين : توفير الرقابة الداخلية internal control
و الانضباط الذاتي self-Discipline في شركات التأمين ....
- ترى هل نسمع بأن الرقابة الداخلية في شركة تأمين قد _زاودت – على هيئة الإشراف على التأمين ....!؟
- بالانضباط الذاتي و الرقابة الداخلية ....يحيا التأمين ...!
وبالتعاون و التنسيق التام بين الإشراف و الرقابة و اتحاد شركات التأمين ....يحيا و يحيا التأمين ....