لا أحد يستطيع أن ينفي أن سوق التأمين السوري ما زال ناشئاً و واعدأ، كما و أن أغلب الدراسات و التحليلات التي تجري عن واقع السوق ما زالت غير دقيقة مئة في المئة كوننا نعيش مرحلة تطور من سوق التأمين مع شركة واحدة إلى سوق التأمين مع إثنا عشر شركة تتنافس فيما بينها لتقدم الافضل للمؤمنين و المجتمع...
لن أذكر السلبيات التي تعترض مسيرة التأمين مثل تكسير الأسعار أو الآثار الجانبية للأزمة المالية العالمية أو نقص الوعي التأميني.... إلخ و لكن أظن أن التحدي الأكبر الذي يواجه شركات التأمين في سوريا هو الإرتقاء بالتأمين من المفهوم التقليدي أو الإلزامي إلى المفهوم الحديث حيث يكمل حاجات الأشخاص اليومية.
إن هذا الأمر يجب أن يبدأ منا كشركات و مؤسسات رقابية حيث أن ما نقوم به اليوم من أعمال مثل ترويج المنتجات، ترويج لأساليب البيع و خدمة ما بعد البيع ستشكل بعد سنين قليلة الأفكار المسبقة التي سينظر إليها المواطن السوري على أنها ما هو صحيح في مجال التأمين.
لذلك علينا جميعاً أن نتضافر لنتأكد بأن كل ما نقوم به اليوم سيخدم قطاع التأمين بشكل عام و أن المنتجات التي نطرحها في السوق تناسبه و أننا إستطعنا الوصول إلى شريحة في المجتمع لم تكن مؤمنة سابقاً كما يجب أن نتأكد أننا قد قدمنا حلولاً غير تقليدية من جميع النواحي...
نعم إن التأمين ثقافة و يحتاج إلى وعي و لكن أظن أن الشيئ الأساسي أن نعي كل منا كشركات تأمين أنه يجب علينا تقديم شيئ مختلف عما هو موجود في السوق لنرتقي جميعاً إلى غد أفضل.
