تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
ثقافة تأمينية
مفهوم التأمين المصرفي

 

أولا- مفهوم صيرفة التأمين أو التأمين البنكي ( bancassurance ) :

يعتقد الكثير بأن صيرفة التأمين هي بيع المنتجات التأمينية من خلال فروع المصارف، و لكن صيرفة التأمين يقصد بها منتجات التأمين و خدمات المصارف من خلال قناة توزيع مشتركة تجمع بين عملاء المصارف و  عملاء شركات التأمين ، و المصرف هنا لا يقوم بإنتاج أو إدارة خدمات التأمين، و إنما يقوم ببيعها و تسويقها. و نشير إلى أن مصطلح التأمين البنكي أستعمل في فرنسا عام 1980 للتعبير عن بيع منتجات تأمينية عن  طريق وساطة شبكة بنكية، و اقتصر هذا المفهوم على التوزيع فقط للخدمات التأمينية لصالح شركات التأمين. ، أي قيام البنوك بدور الموزع والمسوق .

و يوجد تعريف آخر للتأمين المصرفي، حيث يعرف هذا الأخير على أنه درجة التكامل ما بين المصرف و  شركة التأمين .في طرح وتسويق منتجات تأمينية بصورة مشتركة، هذا النوع من الأنشطة بدأ في شكل تعاون ما بين المصارف و شركات التأمين من خلال تقديم منتجات التأمين على الحياة، ثم تطورت لتشمل تأمين معظم منتجات  التأمين ، مع الإشارة إلى أن هذه الأنشطة ما كانت لتحدث لو لم يسبقها عملية تكامل ما بين المصرف و شركة التأمين، و ما سهل للمصارف ممارسة أعمال التأمين بالتزاوج ما بين عمل كل من المصارف و شركات التأمين هو استحداث ترسانة هامة من التشريعات و التنظيمات مثل قانون (glass steagall act )الذي أصدر في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2001 ،و الذي أتاح للبنوك الأمريكية هامشا من الحرية ومكنها من اقتحام أنشطة لم يكن مسموحا بمزاولتها من طرف البنوك من قبل، ويندرج ذلك في إطار التحرر المالي والمصرفي الذي أصبح سمة معظم الأنظمة المصرفية في مختلف دول العالم

ثانيا- أوجه التشابه و التكامل بين المصارف و شركات التأمين:  يرى بعض الاقتصاديين بأنه يوجد نوع من التشابه و التداخل في الأعمال التي تقدمها كلا من المصارف و  شركات التأمين نوجزها في النقاط التالية :

  1. تتجه كلا من المصارف و شركات التأمين لتقديم أدوات ادخارية و خدمات ذات طابع استثماري.
  2. شركات التأمين بمهمتي الاكتتاب بالتأمين وإدارة الموجودات وعليها أن  تنجح في المجالين معاً  مثلها مثل المصارف .
  3. . تستوفي شركات التأمين الأقساط قبل دفع التعويضات عن الأضرار و الحوادث بوقت يمتد أحيانا إلى سنوات فتبقى لديها، حيث يتم استثمار هذه الأموال في جهة الموجودات، كما يقوم المصرف بتوظيف ودائع عملائه.
  4. شركات التأمين مثلها مثل المصارف تحتفظ بأموال رأسمالية لأسباب عديدة منها تلبية متطلبات السلطات الرقابية وتعتبر هذه الرساميل دلالة على قدرتها المالية وتوسعها في الأعمال كما تعتبر كضمانات للحفاظ على قيمة الشركات و تفادي الوقوع في أزمة مالية و إفلاسها.
  5. نسبة حقوق المساهمين إلى المطلوبات أو إلى مجموع الميزانية تعتبر متدنية لدى كلا من شركات التأمين و المصارف.
  6. كما أن كلا من المصارف و شركات التأمين تعتبر مؤسسات مالية، لكن الاختلاف يكمن في كو ن أن . المصارف مؤسسات مالية مصرفية، تقوم بعملية اشتقاق النقود، و التوسع في الائتمان، أما شركات التأمين فهذه المهمة ليست من صلاحياتها ،لكن يمكن للمصارف القيام بها نيابة عنها .

ثالثا- إيجابيات و سلبيات صيرفة التأمين :

-  إيجابيات صيرفة التأمين  :

من وجهة نظر المصرف : إن دخول المصرف إلى جانب شركات لتقديم بعض الخدمات التأمينية لها 6 مزايا بالنسبة للمصرف في حد ذاته نذكرها في مايلي :

  • يستفيد المصرف من التنويع في خدماته، خاصة في ظل تدني عوائد العمل المصرفي التقليدي و تقلص هوامش الربحية.
  • استخدام أفضل و أكثر فاعلية لشبكات الفروع وزيادة الإنتاجية، حيث يقوم المصرف بتقديم خدمات جديدة للعميل دون زيادة كبيرة في المصارف القائمة، و بالتالي يتم توزيع التكلفة الثابتة على عدد أكبر من المنتجات التي يستخدمها العميل.
  • زيادة حصة المصرف من السوق و استقطاب العملاء، و الحفاظ عليهم من خلال عرض منتجات أكثر . تنوعا، و بالتالي زيادة ولاء العملاء للبنك من خلال زيادة عدد المنتجات التي يستخدمها العميل.
  • زيادة الربحية الناتجة عن إيرادات العمولات و تحسن الإنتاجية و تعزيز ولاء العملاء .
  • تحسين القدرات التنافسية للمصارف في سوق الخدمات المالية واكتسابها مهارات جديدة .
  • عرض منتجات متنوعة وحلول أكثر تكاملا على العميل بالنسبة لاستثماراته المتوسطة و الطويلة الأجل، حيث يتجه العملاء إلى الابتعاد عن الودائع لصالح منتجات التأمين و صناديق الاستثمار ذات المردود الأعلى، مما يؤدي إلى الحفاظ على هذه الشريحة من العملاء.
  • تطوير صيرفة التجزئة التي أصبحت تستقطب معظم البنوك.

من وجهة نظر شركة التأمين : إذا كانت المصارف تستفيد من بعض المزايا عند قيامها بتقديم خدمات تأمينية بالاشتراك مع شركات التأمين، فهذه الأخيرة كذلك تستفيد من بعض المزايا نذكر من بينها ما يلي:

  • توسع لشركات التأمين في شبكة نقاط البيع من خلال شبكة فروع المصرف وقربها من العملاء
  • - دخول شركات التأمين في صناعة صيرفة التأمين يعتبر مصدر جديد للأعمال، فمعظم العملاء الذين يتم استقطابهم  من خلال المصرف قد لايمكن لشركة التأمين استقطابهم من دون المصرف، ضف إلى ذلك أن شركات التأمين عادة ما تسعى لاستقطاب الميسورين ولا تقوم بالتركيز على الطبقات الوسطى.
  • تنسحب ثقة العميل بالمصرف الذي يتعامل معه إيجابيا على سمعة شركة التأمين و انتشارها، مما يسمح  لشركة التأمين الوصول إلى شريحة جديدة من الجمهور .
  • يمكن لشركات التأمين بيع منتجات لم يكن من المجدي تسويقها لولا صيرفة التأمين، وهذا راجع لاعتبارات التكلفة الانتاجية للوحدة ( تكلفة البيع – إعادة التأمين ) .
  • يمكن عرض أسعار تنافسية نظرا لتدني التكلفة و وفورات الحجم.
  • تحديث التغطية التأمينية بما يتوافق مع احتياجات العملاء .

بالنسبة للعملاء :

  • انخفاض التكلفة التأمينية و انخفاض أسعار التأمين.
  • تطوير المنتجات التأمينية بما يتناسب مع احتياجات العملاء
  • الاستفادة من حزمة متكاملة من الخدمات المالية(التأمينية) والمصرفية
  • إتاحة فرص التسوق للعملاء من خلال تخفيف العناء و إمكانية الاستفادة من الخدمات البنكية و التأمينية في أن واحد ( الاستفادة من ما أصبح يدعى سوبار ماركت المصرفي) .

 

-  سلبيات صيرفة التأمين :

من وجهة نظر المصرف : بالرغم من المزايا التي يستفيد منها المصرف عند دخوله إلى جانب شركات التأمين لتقديم بعض الخدمات، إلا أن هذا التوجه له سلبيات بالنسبة للمصرف نذكر منها:

  • قد يتم بيع منتجات التأمين على حساب بعض المنتجات المصرفية من ودائع و صناديق الاستثمار، غير أن هذا الأمر يبقى أفضل لدى المصرف من تحول العميل إلى مؤسسة أخرى. –
  •  إن دخول المصرف في مجال تأمين الحوادث يتطلب مهارات و موارد مختلفة عن تلك المتوفرة لدى المصرف، من تدريب و تأهيل للموظفين، و استثمارات مالية كبيرة و إدارة جيدة للمخاطر، رغم المنافسة الشديدة و العوائد المتدنية لهذه الفروع، مما يجعل العملية غير مجدية من وجهة نظر مالية.
  • لم تتوصل الدراسات إلى البرهان بشكل قاطع أن العملاء يفضلون نظام التأمين المصرفي ( السوبرماركات المصرفي)، خاصة المؤسسات وقطاع الأعمال بشكل عام.

من وجهة نظر شركة التأمين: إذا كان لصيرفة التأمين بعض السلبيات بالنسبة للمصرف فإن لهذا - . النوع من الصيرفة سلبيات كذلك بالنسبة لشركة التأمين نوجزها في النقطتين المواليتين:

  • دخول المصارف مجال التامين قد يدفع بعضها إلى تأسيس شركات تأمين خاصة بها .
  • قد يبقى ولاء العميل للمصرف و ليس لشركة التأمين، وقد يزداد هذا الولاء بارتفاع عدد المنتجات التي يقتنيها العميل من المصرف.

رابعاً - آليات دخول مجال صناعة صيرفة التأمين:

توجد العديد من السيناريوهات التي من خلالها يمكن للبنوك و شركات التأمين تقديم خدمات صيرفة التأمين ( تقديم خدمة مشتركة بينهما و متكاملة ) و منها :

  1. دخول البنك و شركة التأمين في اتفاقية توزيع، يحيل المصرف بموجبها لشركة التأمين زبائنه المحتملين، مما يوفر إيرادات جيدة للطرفين، و تقوم شركة التأمين بتلبية طلبات عملاء البنك.
  2. يكون المصرف بموجب اتفاقية التوزيع ممثلا أو وكيلا لشركة التأمين، و في هذه الحالة يمكن للمصرف أن يمهر المنتجات التي يبيعها باسمه.
  3.  المساهمات المشتركة لكلا من المصرف و شركة التأمين، حيث يكون لكلا من المؤسستين أسهم في المؤسسة الأخرى.
  4. يمكن ممارسة صيرفة التأمين كذلك عن طريق شراء إحدى المؤسستين ( المصرف/ شركة التأمين) للأخرى جزئياً أو كلياً .
  5. تأسيس البنك شركة تأمين مملوكة منه بالكامل ( أو العكس)، إلا أن ذلك يتطلب مهارات جديدة و مختلفة عن مجال العمل الأساسي للمؤسسة، حيث في حالة الاشتراك يكون عمل كل منهما مكمل للأخر، و 12 في الحالة التي يقوم فيها البنك بتأسيس شركة تأمين نكون أمام عملية التأمين البنكي  (assurance banc ) .