مجمعات التأمين هي تنظيم تجميعي لتأمينات أو إسنادات أو اتفاقيات، أو لحصص أو أجزاء متجانسة في طبيعتها أو في أحد عناصرها، ثم إسنادها أو توزيعها، وبمعنى آخر هي عبارة عن اتفاقيات تجمع عدداً من شركات التأمين/ أو إعادة التأمين من أجل خلق طاقة استيعابية لاحتواء أخطار كبيرة أو ذات طبيعة كارثية أو ذات طبيعة خاصة (كالأخطار النووية)، حيث قد لا يكون من الممكن تأمين أو إعادة تأمين هذا النوع من الأخطار بطريقة أخرى.
الأسباب التي أدت لظهور المجمعات:
تعرض على شركات التأمين في بعض الأحيان أخطار كبيرة أو ذات طبيعة خاصة كأخطار الزلازل والبراكين والمحطات النووية وأخطار الطيران والسفن العملاقة وغيرها من الأخطار ذات الوحدات المركزة فترفض تغطيتها وهذا لوجود عدة أسباب:
أولاً/ ارتفاع حجم الخسائر بالنسبة لهذه الأخطار المركزة حال وقوعها إذ إنها لا تحدث بصفة منتظمة يمكن معها قياس احتمال وقوع الخطر بدرجة قريبة من الدقة، حيث لا يكون بالإمكان تأمين أو إعادة تأمين مثل هذه الأخطار بطريقة أخرى لأنها تتطلب قدرات مالية ضخمة.
ثانياً/ عدم توافر الخبرة والبيانات الكافية لدى شركات التأمين عن هذه الأخطار بما يسمح بالتنبؤ بنتائجها، ومن ثم صعوبة حساب أقساطها بشكل كاف وعادل.
ثالثاً/ عدم توافر الخبرة الكافية لدى معيد التأمين، ما يضطره لاستثناء هذه الأخطار من عقود الإعادة. فتجد شركات التأمين نفسها مضطرة لرفض هذه الأخطار من الأساس لعدم توافر أسواق خلفية لتغطية مثل هذه الأخطار ونتيجة لرفض شركات التأمين قبول تغطية مثل هذه الأخطار، فقد ظهر ما يُعرف بتجمعات التأمين التي تعد أسلوباً خاصاً للإسناد حيث يتم إنشاؤها من أجل تحقيق جملة من الأغراض.
الغرض من إنشاء المجمعات:
- حيث تقوم هذه المجمعات بتغطية الأخطار ذات الطبيعة الخاصة والتي تتسم نتائجها بالكارثية، وذلك بغرض الحصول على انتشار أفضل لها، ولا شك أن ما تتيحه هذه الطريقة من تجميع الأخطار على أوسع نطاق ممكن، يجعل بالإمكان تغطية هذا النوع من الأخطار. حيث من أهم الجوانب الفنية لتكوين محفظة عمليات متوازنة في المسؤولية والأقساط احتواؤها على أخطار مختلفة في النوع والحجم والانتشار الجغرافي.
- إن الاستثناءات التي تفرضها شركات الإعادة على شركات التأمين تدفع هذه الأخيرة إلى إنشاء هذه المجمعات من أجل تغطية هذه المخاطر المستثناة من عقود الإعادة.
- كما تنشأ هذه المجمعات عادة لإعادة ترتيب تأمين أحد الفروع الذي تدهورت نتائج عملياته في السوق المعنية بدرجة شديدة، بسبب المنافسة بين شركات التأمين لدرجة تؤثر في فئات الأقساط، حيث تصبح دون الكفاية تحت ضغط المنافسة فلا تجد الهيئات بداً من الاتفاق على إنشاء مجمع يضم جميع العمليات التي تصدرها كل واحدة منها، ولحساب الجميع، وبهذا تخف حدة المنافسة بين شركات التأمين القائمة في السوق، وكذلك المحافظة على مستوى الأسعار الكافية لتغطية الخطر.
- كما يتم إنشاء هذه المجمعات لظروف خاصة كحالة الحرب نتيجة رفض الشركات الإعادة العالمية تغطيتها.
مجمعات التأمين المباشر (أو كما يُطلق عليها تسمية الحساب المشترك):
وهي عبارة عن اتفاق عدد من شركات التأمين المباشر على تنظيم محفظة خاصة مشتركة بينها تُسند إليها بعض أخطار المحافظ التي تعود لكل واحدة منها، ثم تتقاسم بينها أخطار هذه المحفظة الخاصة. وعادة ما ينظم الحساب المشترك لتغطية وحدات تأمينية تتميز بقيم تأمينها العالية أو بحدة أخطارها أو بكونها تنطوي على أخطار شاذة أو أخطار غريبة كعمليات تأمين حقول ومصافي البترول ومعامل البتروكيمياويات، وتأمين هياكل الطائرات وغيرها من الأعمال التي يكون معدل الخسارة المحتملة فيها عالياً، وليس من مصلحة الشركة أن تتحمل مسؤوليتها منفردة، وأن إخراجها من نطاق اتفاقية إعادة التأمين يصب في مصلحة الشركة المسندة ومعيد تأمينها. فإذا كانت هذه المجمعات على المستوى المحلي يشارك المؤمِّنون داخل الدولة ذاتها في مثل هذه الأخطار، ثم يتنازلون عن تلك الأعمال التأمينية بنسبة 100% أو بأي نسبة تفوق احتفاظهم، ويتم تقسيم أقساط وخسائر المجمع بين المؤمِّنين الأعضاء وفقاً لقواعد المجمع، وقد يشترك ضمن المجمع جميع شركات التأمين المحلية أو بعضها، ولكن إذا كان الهدف من المجمع هو تقديم تعريفات أو شروط واستثناءات موحدة فإن عضوية جميع الشركات العاملة في القطاع تكون لازمة، حيث يشترك أعضاء المجمع في إصدار وثيقة تأمين موحدة ليمارسوا التأمين المباشر من خلالها، ومن ثم تجميع الطاقات الاكتتابية لشركات التأمين الوطنية في مجمع مشترك، وفي النتيجة سيحقق المجمع الفائدة التي يتوقعها طالبو التأمين وشركات التأمين على حد سواء.
طريقة عمل المجمع:
تقوم كل شركة من الشركات المساهمة في الحساب المشترك بإسناد مثل هذه الأخطار إلى محفظة هذا الحساب، إما بشكل كامل أو تحتفظ بجزء من الخطر لنفسها وتسند فائضه الى الحساب المذكور، وبعد أن يتم تكوين هذه المحفظة الخاصة التي تتجمع فيها أخطار هذا الحساب من جهات متعددة، تقوم الإدارة المشرفة على الحساب المشترك بإعادة تأمين المحفظة الخاصة لدى نفس الشركات المساهمة في الحساب المشترك، فتحتفظ للحساب المشترك بجزء من الخطر، وتسند فائض الخطر موزعاً على الشركات المساهمة في الحساب.
فنظام الحساب المشترك يتم بموجبه تجميع أخطار مفردة من مصادر مختلفة وإعادة توزيعها مجتمعة على مصادرها ذاتها، لهذا فإنه كلما زاد عدد شركات التأمين المباشر المساهمة في الحساب المشترك أصبحت عملية جمع وإعادة توزيع الأخطار ذات أثر إيجابي في سلامة عملية التغطية.
ويتم احتساب وتوزيع أقساط التأمين المقابلة للأخطار المسندة للحساب وللأخطار المعاد إسنادها بالطريقة ذاتها التي تُوزع فيها حصيلة أقساط التأمين الاعتيادية، ويجوز أيضاً أن يتم الاتفاق على دفع عمولات من الحساب المشترك للشركات المساهمة في الحساب عن الأخطار المسندة من قبلها، ودفع عمولات من هذه الشركات للحساب المشترك عن الأخطار المسندة منه إليها. وكما يحدث عادة في إعادة التأمين الاعتيادي، يجوز أيضا احتجاز احتياطي الأخطار السارية سواء من الشركات المسندة، واحتجاز مثل هذا الاحتياطي من الحساب المشترك مقابل الأخطار السارية وقد تتفق شركات التأمين المساهمة في الحساب بأن تعهد إلى إحداها إدارة شؤون هذا الحساب، فتقوم هذه الشركة بمسك السجلات الخاصة به، أو قد يتم الاتفاق على تأسيس إدارة مستقلة له (مكتب مستقل) حيث يقوم بـ:
أ- إعداد حساب عام لكل العمليات الداخلة في نطاق المجمع يبين فيه الأقساط المحصلة والمطالبات المستحقة والمصروفات الإدارية للمكتب.
ب- إعداد حساب خاص لكل شركة عضو في الاتفاقية يبين المستحق لها من الأقساط وعمولات، وما عليها من تعويضات ومصروفات.
ت- إعداد كشوف تفصيلية وإرسالها بصفة دورية منتظمة للشركات، لتبين حركة العمليات المختلفة خلال الفترة.
مزايا مجمعات التأمين المباشر: يقدم هذا النوع من المجمعات عدة مزايا نذكر منها:
أ- تجميع الطاقات الاكتتابية لشركات التأمين الوطنية في مجمع مشترك يضمن وجود تغطية تأمينية داخل الدولة، ومن ثم عدم نزوح الأقساط للخارج، إضافة إلى إعطاء الفرصة للشركات الأعضاء في المجمع لتكوين الخبرة اللازمة عن الأخطار الجديدة والمركزة.
ب- إن الهدف من إنشاء هذه المجمعات هو تنظيم سوق التأمين وتوزيع الأخطار بالتساوي، بين جميع الشركات العاملة في الدولة، حيث إن المشاركة وتوزيع الأخطار هما من مبادئ التأمين الأساسية، والهدف الأساسي منها حماية حملة الوثائق.
ت- تحقق هذه المجمعات السرعة والدقة في إنجاز المعاملات، كما أنها توفر قاعدة بيانات تساعد في التخفيف من حالات الخلل والخطأ، كما تتيح الفرصة أمام شركات التأمين للتركيز على أنواع أخرى من التأمين، إضافة إلى توسيع دائرة التعاون والتنسيق بين جميع الشركات العاملة في السوق بما يدعم استقراره وتطوره.
ث- تجميع أخطار معينة ذات طبيعة كارثية، حيث ما يميز تجميع هذا النوع من الأخطار إيجاد وضع أفضل للاتفاقيات باستبعاد الأخطار الكارثية من نطاق التغطية، وهذا مما يتيح لشركات التأمين فرصة الحصول على شروط أفضل وعمولة مرتفعة لاتفاقيات إعادة التأمين
وإيجاد رقابة فعالة للالتزامات القصوى في الدولة والتي تخص الأخطار الكارثية.
رقابة وضبط أسعار وشروط الأخطار الكارثية وإيقاف المنافسة غير الصحية بين الشركات، وذلك يساعد من دون شك على نمو صناعة التأمين في الدولة.
ج- تجميع أخطار معينة جديدة ومعقدة وغير معروفة، إذ إن أخطاراً مثل الأخطار النووية والبترو كيمياوية أو التلوث أو أي أخطار كبيرة أخرى، لا يمكن أن تغطيها شركة بمفردها لأن هذه الأخطار تكون إما جديدة وغير معروفة أو تتطلب خبرة فنية عالية، ومنه فإن أفضل وسيلة لتغطية هذه الأخطار تكون عن طريق المجمعات التي ستكون أفضل وسيلة لمواجهة المتطلبات الفنية الحديثة. أي ضمان التغطية لأخطار لم تكن لتجد تغطية تأمينية لدى شركات التأمين المباشر لولا وجود هذه المجمعات.
ح- المساهمة في تحقيق التوازن في محفظة شركات التأمين، من خلال تفتيت الخطر المركز على أكبر عدد من الشركات الأعضاء في المجمع.