كلنا نعلم مدى التطور المذهل الذي نعيشه هذه الأيام وكيف يركض هذا الزمان بلا عكاز كالبرق مسرعاً. وكنتيجة حتمية لهذا التطور والسرعة تتزايد المخاطر في أي مكان وفي كل مكان. "في البيت والعمل والشارع ... من الآلات-السيارات- الكهرباء .... الخ.
لذا فالأمر الطبيعي أن ندرك مدى القلق الذي يعيشه إنسان هذا الزمان من المستقبل وما يخبؤه له القدر.وهذا ما دفع الناس ومنذ القدم للبحث عما يساعدهم ويقيهم شر النوائب والكوارث وهو ما دعت إليه جميع الأديان من التكاتف والتعاضد والتعاون بين البشر للتغلب على تلك المحن.
لذلك نجد أن انتشار التأمين وتنوعه نتيجة منطقية لازدياد المخاطر وأهم هذه الأنواع هو ما يعنى بحياة البشر وهو ما يسمى خطاً"تأمين الحياة"والمترجم من اللغة الانكليزية(Life Insurance)
والأمر المهم هو ما يعتقده العامة من الناس عند سماع كلمة تأمين على الحياة، إذ كيف التأمين على الحياة والله سبحانه وتعالى يقول: " يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ".
بالتأكيد إن شركات التأمين لا تملك المعجزات لمنح الحياة للمؤمنين لديها وخاصةً أن الموت حق وأن معدل الوفيات عند البشر هو 100%.
فالقضاء والقدر أمر واقع لا يمكن تغييره ولكن يمكن تغيير ما يترتب عنه من آثار سلبية ، وهذا ما دفع الكثير من العلماء للتحدث عن ما للتأمين من آثار إيجابية على حياة الفرد والأسرة والمجتمع ومنهم الشيخ.مصطفى أحمد الزرقاء عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية حيث يقول في كتابه نظام التأمين في الصفحة (133):"أما التأمين لما بعد الموت المسمى خطأً: تأمين على الحياة: ففي هذا التأمين أرى أنه: إن كان الغالب على ظن رب الأسرة أن ما لديه من ثروة تكفي ستر أسرته بعد موته فهذا التأمين في حقه مباح، وإن كان يغلب على ظنه أن أسرته ستكون في فاقة ولا تجد ما يسترها، فإن هذا التأمين يكون واجباً عليه شرعا ً إن كان متيسراً له.
إن أول أنواع هذا التأمين وجد في عقد الزواج فالمهر قبل الإسلام كان من حق ولي الأمر فجاء الإسلام وجعل المهر من حق الزوجة وخصَّ بالذكر مؤخره الذي يدفع في أقرب الآجلين إما طلاقً طلاقاً أو وفاة.
ففي الحالة الأولى يدفع المهر فور إتمام الطلاق أي في الوقت الذي تفقد فيه المرأة دخلها عن طريق زوجها حتى تستطيع العيش بكرامة وتؤمن احتياجاتها. وفي الحالة الثانية يدفع المهر المؤجل من التركة بشكل مباشر وقبل تقسيم التركة لتأمين الدخل الكافي للزوجة ريثما يتم توزيع التركة.
والمنطق يفرض علينا الأخذ بالأسباب المنطقية للأشياء فكيف يستطيع الإنسان أن يؤمن الطعام والشراب والسكن والملبس والتعليم والطبابة لهو ولأسرته سوى عن طريق العمل الذي يؤمن له الدخل الكافي لتأمين هذه الحاجات الأساسية؟ فانظر إلى ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بذلك الرجل الذي باع أدوات عمله وجلس بالمسجد متعبداً تاركاً أسرته بدون طعام ولا ماء، فأخرجه منه قائلاً:" إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ".
لنسأل أنفسنا ماذا يحدث لو عجز الإنسان على العمل لأي سبب كان:نتيجة لحادثٍ أو مرض أو أصبح شيخاً هرماً أو انتقل إلى رحمة الله تعالى؟
إذاً لابد من وجود وسيلة تضمن له ولأسرته من بعده الدخل الذي يساعده في حياته ويساعد أسرته بعد مماته وهنا يأتي دور شركات التأمين لتوجد البرامج التأمينية التي تناسب حاجات ومتطلبات مجتمعنا من حيث التغطيات والمنافع والأقساط وتهتم بمندوبي التسويق الذين على عاتقهم تقع مسؤولية شرح هذه البرامج وإبراز منافعها بأسهل وأفضل الطرق.
فحق كل فرد وأسرة الحصول على الحماية المناسبة لمستقبلهم وذلك بأن نطرق بابهم ونساعدهم في فهم البرامج المخصصة لهم، فمهما كانت صغيرة ستكون بالتأكيد لبنة كبيرة تساعد في صلاح المجتمع ورقيه وتقدمه.