تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
ثقافة تأمينية
صعوبات التأمين الهندسي في الدول النامية

أثناء الثورة الصناعية في بريطانيا في النصف الثاني من القرن 19، وقع عدد كبير من الحوادث الصناعية التي أدت إلى ‘لحاق الأضرار والخسائر في الأرواح والممتلكات نتيجة لعدم وجود أنظمة السلامة والوقاية للآلات .

  • ظهرت أول شركة تأمين هندسي في مانشيستر عام 1854 وعرفت باسم THE STEAM BOILER ASSURANCE CO .

حيث قامت بالتأمين على الآلات البخارية والمراجل بالإضافة إلى التفتيش الدوري وفحص الآلات. وهكذا ظهرت أول وثيقة تأمين هندسي وهي وثيقة انفجار الغلايات. وقد أصبح هذا النوع من التأمين إلزامياً في أغلب الدول الصناعية.

 

  • تقدم التأمين الهندسي عند ظهور الحاجة وازدياد الطلب على تأمين الآلات الكهربائية ومكائن توليد الطاقة مثل التوربينات الكهربائية والمولدات.

وزاد الطلب على تأمين مكائن الإنتاج في المصانع والمعامل كونها تتعرض للخطر الذي تتعرض له المراجل وإن كانت درجته أقل مما أدى إلى تطور هذا النوع من التأمين الذي عرف بالتأمين ضد عطب المكائن.

نتيجة للتوسع الكبير في إنشاء المصانع ورغبة أصحاب العمل في توخي الحرص وتفادي الخسائر التي تصاحب عمليات تركيب المكائن والآلات وعملية التشغيل الأولية، ظهر تأمين الآلات والمكائن أثناء نركيبها وتشغيلها بغرض الفحص، وتم إنشاء شركتين بريطانيتين هما:

British Engine & Electric

Valcan Boiler and General

وقامت بعض شركات التأمين بإنشاء أقسام متخصصة للتأمين الهندسي ومع مرور الزمن ازداد عدد شركات التأمين وتوسعت أعمالها وزادت المنافسة بينهما مما أدى إلى تسابقها لإيجاد أنواع جديدة من التغطيات التأمينية مثل خسارة الأرباح الناجمة عن انفجار البويلر وخسارة الأرباح الناجمة عن عطب المكائن وتلف الموجودات نتيجة عطب المكائن.

 

تعتبر شركة ميونخ ري لإعادة التأمين Munich Reinsurance Co.  من الشركات الرائدة في تطوير التأمينات الهندسية منذ عام 1990.

  • تبلورت المعالم الحالية للتأمين الهندسي بعد الحرب العالمية الثانية حيث اتجهت كل الجهود والنشاطات إلى النواحي العمرانية والانشائية لإزالة ما تركته من دمار وخراب، فاتسعت أعمال الهندسة المدنية كأعمال الطرق والجسور والمباني والأنفاق والمجاري والمطارات، مما أدى إلى الحاجة لوجود تغطية تأمينية لهذه المشاريع.

 

وفي الدول النامية، والتي ما زال موضوع التأمين بشكل عام يعاني من مشاكل تسويقية وقبولاً لدى عامة الجمهور، يواجه التأمين الهندسي مشاكل وصعوبات منها:

  1. صعوية الوصول إلى تقديرات للأخطار نتيجة تقدم التكنلوجيا وظهور الإختراعات الحديثة وتطورها السريع والمستمر والذي ينجم عنه تعقيد في طبيعة الخطر بشكل يصعب معه تحليل عناصره وتقدير الخطر.
  2. عدم توفر الخبرات الفنية لدى شركات التأمين في البلدان النامية التي يتطبلها الاكتتاب في التأمينات الهندسية.
  3. عدم توفر الإحصائيات التأمينية لفترات طويلة عن التأمين الهندسي في البلدان النامية.
  4. عدم توفر الإحصائيات لفترات طويلة فيما يتعلق بالأرصاد الجوية مثل معدل سقوط الأمطار لعشرات السنين  وظروف التربة الجيولوجية.
  5. ضعف الوعي التأميني لدى المقاولين والصناعيين في البلدان النامية مما يجعل الطلب على هذا التأمين منخفضاً.
  6. المنافسة بين شركات التأمين للحصول على التأمينات أدى إلى قبولها للاكتتاب بأسعار منخفضة بعيدة عن الأسس الفنية. .
  7. نقص خبرة المقاولين المحليين في احتياطات السلامة لديهم مما أدى إلى زيادة وتخفيض احتفاظ الشركة.
  8. عدم توفر الخبرات المحلية في التصليح الميكانيكي والكهربائي، مما يضطر الشركة إلى التصليح في الخارج أو طلب خبراء  أجانب
  9. التوسع الرأسي في المشاريع مما يضعف من تحمل التربة وزيادة الخطورة للأخطار الطبيعية والطرف الثالث.
  10. تكرار حوادث الأخطار الطبيعية في السنوات الأخيرة مثل الفيضانات والزلازل أدى إلى تحفظ شركات التأمين والإعادة على هذه التغطيات مثل زيادة الأسعار والتحملات.
  11. الارتفاع المستمر في أسعار التأمين وتقليص التغطية مع تزايد التخفظات والتحملات.

                                                                                                              أسامة رستم

الشركة المتحدة  للتأمين