تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
ثقافة تأمينية
العوامل المؤثرة في درجة الخطورة بالنسبة لحوادث السيارات

 

كتاب تأمين السيارات - أ.د ممدوح حمزة احمد

الجزء الأول ..

هناك العديد من العوامل التي تؤثر في درجة الخطورة لحوادث السيارات، والتي تؤثر في عملية التسعير، ومن أهم العوامل ما يلي:

1-  العوامل المتعلقة بقائد السيارة.

2- العوامل المتعلقة بالسيارة.

3- العوامل المتعلقة بالطريق.

4-  العوامل المتعلقة بالغير.

وسنوضح فيما يلي تأثير كل عامل من العوامل السابقة في درجة الخطورة، وذلك على أربعة أجزاء:

أولاً: العوامل المتعلقة بقائد السيارة:

فالعامل البشري يمثل حجر الزاوية لحوادث السيارات، وله أكبر الأثر في درجة الخطورة، من أهم هذه العوامل: السن والجنس والحالة الاجتماعية والمهنة والمهارة في القيادة...إلخ. وفيما يلي توضيح لأهم العوامل البشرية المؤثرة في درجة الخطورة:

  1.  السن:

حيث أثبتت الدراسات والإحصاءات أن السن له أثر فعال في درجة الخطورة، وبمعنى آخر فإن الشباب والشيوخ تكون معدلات تكرار الخسارة لديهم أعلى من بقية الأعمار الأخرى.

ومما لا شك فيه أن العمر من العوامل التي تُظهِر بصورة واضحة مدى التفاوت في احتمالات وقوع الحوادث، ففئة صغار السن (الشباب) أكثر تسبباً في وقوع الحوادث من فئة البالغين، كما أن حوادث الفئة الأولى أكثر خطورة، والخسارة الناشئة عنها تكون جسيمة، ومن ثم فإن السن يعد عاملاً مهماً وعادلاً في التفرقة بين وحدات الخطر.

وعلى الرغم من أن السن من العوامل الموضوعية ويسهل تحديده، إلا أنه من العوامل التي يتم الاعتماد عليها بشكل كامل، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن 19% من إجمالي عدد المؤمَّن لهم يقعون في فئة الشباب (أقل من 25 سنة)، بينما هم في الواقع يمثلون 23% من إجمالي أصحاب السيارات، وهذا الفرق يرجع؛ إما إلى أن عدداً من أصحاب السيارات من فئة الشباب لا يقودون سياراتهم بالفعل، أو أن سياراتهم يتم التأمين عليها من خلال اسم الأب، وهو الاحتمال الأكثر قبولاً.

كما أن السن يحقق درجة منخفضة من خلال معيار القبول أو السماح، فهو من العوامل التي تخرج عن نطاق التحكم من جانب الفرد، كما أن العلاقة السببية بين السن وتكرار وقوع الحوادث غير مباشرة.

كما أنه لا يقدم أي دافع للأفراد لأخذ جانب الحيطة والحذر، وخاصة لفئة الشباب حيث إنه يعلم أنه دفع قسطاً أكبر مقابل ارتكابه للحوادث، بل قد يدفعه هذا إلى التقسيم في ارتكاب الحوادث، لكي يشعر بأنه قد استرد القسط الذي دفعه.

وعلى الرغم من ذلك، فإن البعض يرى أن فرض سعر أغلى لفئة الشباب قد يدفعهم إلى التقليل من فترات القيادة أو الحرص أثناء القيادة، ما يؤدي إلى إلغاء جانب لا بأس به من الخسائر المحتملة.

إن الأوضاع الاجتماعية تجاه قبول التمييز على أساس السن قد تغيرت بشكل واضح في السنوات القليلة الماضية، ففي بعض الولايات الأميركية أصبح التمييز على أساس السن في تأمين الائتمان وتأمين إصابات العمل غير قانوني.

  1. الحالة الصحية:

مما لا شك فيه أن الحالة الصحية لقائد السيارة تعد من المؤثرات المهمة في درجة الخطورة، حيث توجد بعض الأمراض التي تترك آثاراً سلبية في عملية التحكم بقيادة السيارة، ومن أهمها: ضعف النظر، ضعف السمع، أو الأمراض العصبية التي تؤثر في تحكم اليدين أو القدمين وغيرها من الأمراض التي تؤثر في سرعة الاستجابة والرد في المواقف الحرجة، وهذه الأمور تؤثر في درجة الخطورة.

  1. الجنس:

مما لا شك فيه أن هناك اختلافاً بيناً بين الإناث والذكور من حيث معدلات تكرار الحوادث، وظهر ذلك واضحاً من خلال الدراسة التي أجراها Spahr & Escloas في ولاية ويومنج الأميركية في عام 1979.

ويعد الجنس من العوامل المعبرة عن احتمال الخسارة، وخاصة لفئة الشباب حيث إن الشباب من الذكور تمثل ضعف ما تتسبب فيه الإناث، وإن كان البعض يرى أن العلاقة السببية ليست مباشرة بين الجنس وتكرار وقوع الحادث، بل إن هناك عوامل أخرى تبدو المسؤولة عن هذا التفاوت من أهمها استعمال السيارة، فالشباب الذكور يقودون سياراتهم ضعف ما يقودها الإناث، كما أنهم يمارسون القيادة في ظروف معاكسة مثل القيام بالرحلات إلى المناطق الجبلية، والتعرض لظروف جوية غير مواتية مثل سقوط الأمطار والعواصف الثلجية والأعاصير الجوية.

وهناك عامل آخر يبدو أكثر ارتباطاً بارتفاع معدلات وقوع الحوادث لفئة الشباب من الذكور، وهو التفكك الأسري، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن التفكك الأسري والضغوط الاجتماعية تسهم في زيادة وقوع الحوادث بين الذكور، ولا تؤثر في الإناث، ويعارض البعض التفرقة بين أصحاب السيارات بسبب الجنس، اعتماداً على أن التغيرات الاجتماعية في طبيعة الدور الذي تلعبه المرأة في مجتمعات اليوم، وتزايد روح المغامرة لديها، وإصرارها على أن تتساوى بالرجل ، لا يجعل هناك ما نستند إليه في هذه التفرقة.

ومع أن الجنس من العوامل التي يُعتمد عليها في تحقيق العدالة عند التسعير، ومن السهل تحديده والتعرف إليه، وليس من السهل الغش فيه، إلا أن المشكلة الأساسية في التفرقة تكمن في معيار القبول أو السماح به، حيث إن البعض يستشعر اشتباهاً في دستورية هذه التفرقة، كما أن التقسيم وفقاً للجنس لا يشجع الأفراد على توخي الحذر، حيث إنه ليس من العوامل التي يستطيع الفرد التحكم بها.

  1.  المهنة:

يبدو تأثير المهنة بالنسبة لملاكي السيارات نظراً لتباين مهن قائدي السيارات (حرفيون، موظفون، إداريون، أطباء، ضباط،...إلخ) وينتج عن اختلاف المهن اختلاف معدلات ونوعيات الحوادث ومن ثم فإنها تؤثر في درجة الخطورة.

  1.  التاريخ التأميني لقائد السيارة:

مما لا شك فيه أن معدل تكرار الحوادث وقيمة هذه الحوادث يتأثر بشكل كبير بخبرة قائد السيارة في القيادة، أي بعدد سنوات القيادة، والتي يمكن الاستدلال عليها من خلال رخصة القيادة، ومن الطبيعي أن تنخفض درجة الخطورة لكل مستأمن كلما زادت مدة الخبرة في القيادة، ومن ناحية أخرى فإن التاريخ التأميني لقائد السيارة طالب التأمين وعدد الحوادث ونوعيتها التي ارتكبها خلال الفترة الماضية (يمكن الحصول عليها سواء من ملفه في الشركة، أو من أقسام الشرطة إذا لم يسبق له التأمين).

  1.  الحالة الاجتماعية:

تستخدم الحالة الاجتماعية عاملاً من عوامل التسعير لفئة الشباب من الذكور فقط، حيث إن هناك فرقاً في متوسط الخسارة بين المتزوجين وغير المتزوجين من الشباب، حيث تقل في الفئة الأولى عن الثانية بـ50%.

وعلى الرغم من أن الحالة الاجتماعية تقدم نموذجاً جيداً للاستقلال بين المجموعات، إلا أنه يظل هناك احتمال للخطأ في التصنيف لا يمكن تجنبه، وذلك إذا تمت التفرقة ولم تكن تتعلق بمسببات الحوادث.

وعلى الرغم من أن الحالة الاجتماعية تمثل درجة عالية من إمكانية الاعتماد عليها، فإنها بالنسبة لمعيار القبول تقف على خط واحد مع عامل العمر، كما أنها لا تقدم أي دافع للأفراد لتوخي الحيطة والحذر، ويمكن القول بأن هناك بعض الصفات الأخرى مثل النضج والإحساس بالمسؤولية.

إلى جانب كون الشخص متزوجاً تعد أكثر ارتباطاً بالخسائر، إلا أن الحالة الاجتماعية هي التي تستخدم لسهولة تحديدها عن الصفات المذكورة.

  1. دورات التدريب على القيادة:

أثبتت النتائج أن فئة الشباب الذين أتموا دورات تدريبية على القيادة نتائجهم أفضل من الذين لم يتموا هذه الدورات. وذلك لأنها تعمل على تحسين مقدرة الفرد على القيادة، وإن هذا التحسن في النتائج لا يتعدى سنة واحدة، تعود بعدها النتائج إلى ما كانت عليه.

وهذا العامل يلقى درجة عالية من القبول، وتبدو العلاقة السببية بينه وبين الخسائر واضحة جداً، كما أنه من العوامل التي يتحكم فيها الفرد، كما يقدم دافعاً إيجابياً للالتزام به من جانب الأفراد.

يتبع ...