تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x
ثقافة تأمينية
الفروق الجوهرية بين التأمين التكافلي والتأمين التجاري1

الفروق الجوهرية بين التأمين التكافلي والتأمين التجاري

يمكن تنظيم الفروق بين التأمين التكافلي والتأمين التجاري وتلخيصها بما يلي:

1- من حيث التكييف والتنظيم:
إن الشركة في التأمين التجاري طرف أصيل تعقد باسمها، وتتملك الأقساط بالكامل وتتحمل المسؤولية بالكامل في مواجهة المستأمنين، أما الشركة في التأمين التكافلي فهي وكيلة حساب التأمين أو هيئة المشتركين فلا تعقد العقد باسمها ولا تتملك الأقساط ولا تدفع من مالها شيئاً إلا على سبيل القرض الحسن المسترد.

2- من حيث الشكل:
الشركة في التأمين التكافلي ليست المؤمِّنة أبداً، وإنما المؤمِّن هو (حساب التأمين) في حين أنها هي المؤمِّنة وحدها في التأمين التجاري، وأن المشتركين المستأمنين هم المؤمِّنون أيضاً في التأمين التكافلي، في حين أنهم طرف مقابل للشركة المؤمِّنة في التأمين التجاري.

3- من حيث العقود:
العقود التي تنظم العلاقات في التأمين التكافلي هي ثلاثة عقود:
* عقد الوكالة بين الشركة وحساب التأمين (هيئة المشتركين)
* عقد المضاربة لاستثمار أموال حساب التأمين.
* عقد الهبة بعوض التي تنظم العلاقة بين المشتركين والمستأمنين.
أما في التأمين التجاري فالعقد المنظم هو عقد واحد بين الشركة المؤمِّنة والمؤمَّن لهم , حيث يقوم هذا العقد على المعاوضة الحقيقية بين الأقساط ومبالغ التأمين.

4- من حيث ملكية الأقساط وعوائدها:
تدخل الأقساط مباشرة في ملكية الشركة في التأمين التجاري، ومن ثم لا مجال للحديث عن ملكية عوائدها لأنها تابعة لها، أما في التأمين التكافلي فلا تتملكها الشركة أبداً، وإنما تصبح ملكاً لحساب التأمين، وجميع عوائدها تكون لهذا الحساب، إلا أن الشركة تأخذ نسبتها من الربح عن طريق المضاربة الشرعية.

5- وجود حسابين منفصلين فصلاً كاملاً في التأمين التكافلي:
من أهم مميزات التأمين التكافلي وجود حسابين منفصلين فصلاً كاملاً من حيث الإنشاء والميزانية والحسابات، أحدهما هو حساب التأمين الذي هو وعاء لأنشطة التأمين بما فيها الأقساط وعوائدها والتعويضات والمصاريف ، والثاني هو حساب الشركة الذي هو وعاء لأموالها وعوائدها ونسبتها من أرباح المضاربة لأموال حساب التأمين (إن وجدت) والتزاماتها.

6- من حيث الهدف:
الهدف من التأمين التجاري هو الربح، حيث إذا زادت أقساط التأمين عن المصاريف والتعويضات فإن هذه الزيادة تبقى للشركة وتعتبرها ربحاً، أما الهدف من التأمين التكافلي فهو التعاون بين المشتركين وليس غرض الشركة تحقيق أي ربح من التأمين نفسه لأن الأقساط لا تدخل في ملكيتها أبداً، حيث تدخل الأقساط في حساب التأمين ولا تستفيد الشركة منها.

7- من حيث تعدد العاقدين وانتهاء العقد:
التأمين التجاري يقوم على تعدد حقيقي، حيث يتم بين شخصين يسعى كل منهما إلى تحقيق مصالحه، وذمة كل منها مختلفة تماماً عن ذمة الآخر ملكية والتزاماً، هما المؤمِّن (الشركة) والمؤمَّن له، وإن العقد ينتهي بالتعاقد ولا يبقى منه إلا تنفيذه من خلال دفع المستأمن أقساطه إلى المؤمِّن، والتزام المؤمِّن بدفع مبلغ التأمين في وقته، أما في التأمين التكافلي فالمؤمِّن والمستأمن في حقيقتهما واحد لأن الذي يمثلهما هو حساب التأمين الذي تدخل فيه الأقساط وتصرف منه مبالغ التأمين وهو حساب لكل منهما، ومن ثم لا تنتهي التزامات المستأمن المشترك بدفع ما عليه من أقساط، وإنما له نصيب من الباقي، وإذا حدث أن الأقساط لا تكفي فإن حساب التأمين يستقرض فيرده المشتركون في السنة القادمة.

8- مسألة الفائض والربح التأميني:
الفائض هو الفرق المتبقي بين الأقساط وعوائدها بعد دفع إجمالي التعويضات والمصاريف والمخصصات، فالفائض في التأمين التكافلي هو ملك لحساب التأمين ويصرف للمشتركين ويترك قسم منه للاحتياطات المطلوبة ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يعطي كله أو بعضه للشركة، بينما يسمى في التأمين التجاري ربحاً تأمينياً ويعتبر إيراداً وملكاً خاصاً للشركة ويدخل ضمن أرباحها.

9- من حيث مكونات الذمة المالية :
في التأمين التجاري تكون للشركة كلها وبجميع أنشطتها وعلى رأسها التأميني ذمة مالية واحدة تتكون مما يلي:
* رأس المال
* عوائد المال المدفوع
* الأرباح التأمينية المتحققة مما تبقى من الأقساط بعد خصم التعويضات ونحوها.
وهذه الذمة المالية هي المسؤولة عن كل التزامات الشركة سواء كانت تخص النشاط التأميني أم غيره من المصاريف والتعويضات.
أما في التأمين التكافلي فهناك ذمتان ماليتان هما:
1- ذمة الشركة التي تتكون مما يأتي:
* رأس المال المدفوع
* عوائد رأس المال المشروعة
* المخصصات والاحتياطيات التي أُخذت من عوائد أموال المساهمين فقط.
* الأجرة التي حصلت عليها الشركة مقابل إدارتها لحساب التأمين إذا كانت الوكالة بأجر.
* نسبتها من الربح المحقق عن طريق عقد المضاربة بين الشركات وحساب التأمين، وذمة الشركة هي المسؤولة عن الالتزامات والمصاريف الخاصة بالشركة.
2- الذمة المالية لحساب التأمين التي تتكون مكوناتها مما يلي:
* أقساط التأمين
* العوائد وأرباحها من الاستثمارات
* الاحتياطيات والمخصصات الفنية التي أخذت من حساب التأمين.
وحساب التأمين هو المسؤول عن مصاريفه الخاصة بجميع أنشطة التأمين، وعن التعويضات وليس ذمة الشركة، حيث إن الشركة هي وكيلة عن حساب التأمين.

10- الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية:
تلتزم الشركة في التأمين التكافلي في كل أنشطتها بأحكام الشريعة الإسلامية ولأجل ذلك تقوم بتعيين هيئة الفتوى والرقابة الشرعية، بينما الشركة في التأمين التجاري لا تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية في عقودها ولا في تأميناتها ولا في استثماراتها.